فرنسا.. لقيت امرأة مصرعها وأُصيب تسعة أشخاص على الأقل، بينهم سبعة من رجال الإطفاء، جراء حريق غابات هائل اندلع في منطقة جنوب غرب فرنسا، وتحديداً في إقليم أود، حيث أتت النيران على نحو 12 ألف هكتار من الغطاء النباتي والمنازل، في واحدة من أسوأ موجات الحرائق التي تشهدها البلاد هذا العام.

ألسنة اللهب تلتهم آلاف الهكتارات بفرنسا
اندلع الحريق في فرنسا بعد ظهر يوم الثلاثاء، وسرعان ما تصاعدت النيران بفعل الرياح الجافة ودرجات الحرارة المرتفعة، مما تسبب في دمار واسع النطاق شمل 25 منزلاً على الأقل في المنطقة، وأجبر السلطات على إخلاء موقع تخييم وقرية مجاورة جزئياً، بالإضافة إلى إغلاق العديد من الطرقات المحلية خشية امتداد الحريق إلى مناطق سكنية جديدة.
اقرأ أيضًا
زيلينسكي يطالب واشنطن بتكثيف الضغط على روسيا مع وصول مبعوث ترامب إلى موسكو
جهود الإطفاء في مواجهة نيران مستعرة
كثّفت السلطات الفرنسية جهود الإطفاء، حيث تم نشر أكثر من 1800 عنصر من فرق الإنقاذ في موقع الحريق، إلى جانب عدة طائرات إطفاء تُستخدم لرش المياه من الجو في محاولة للسيطرة على ألسنة اللهب، التي لا تزال تتمدد في ظل ظروف مناخية ملائمة لانتشارها السريع.
وأعلنت لوسي روش، الأمينة العامة لإقليم أود، أن “الحريق لا يزال يتقدم في مناطق تتوفر فيها جميع العوامل التي تساعد على انتشاره، بما في ذلك الرياح والغطاء النباتي الجاف”، مؤكدة أن جهود إخماده ستستمر لعدة أيام، في ظل التوقعات باستمرار الخطر.
خسائر بشرية ومادية كبيرة
أكدت السلطات المحلية في الإقليم أن امرأة لقيت حتفها داخل منزلها المحترق، بينما أُصيب شخصان آخران، أحدهما في حالة حرجة إثر إصابته بحروق شديدة.
كما أُصيب سبعة رجال إطفاء، نُقل اثنان منهم إلى المستشفى، في حين لا يزال شخص مفقوداً حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
الطقس يخفف من حدة التقدم الليلي للنيران
وأفادت السلطات بأن ارتفاع نسبة الرطوبة ليلاً ساهم بشكل طفيف في تباطؤ امتداد الحريق، ما سمح لفرق الإطفاء بإعادة توزيع الجهود وتركيزها على النقاط الأكثر خطورة.
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، أن الدولة الفرنسية سخّرت كل إمكاناتها لمواجهة الكارثة البيئية، ووجه الشكر لرجال الإطفاء والقوات التي تكافح النيران، داعياً سكان المنطقة إلى التزام أقصى درجات الحذر والتعاون مع التعليمات الأمنية.
أزمة مناخية تؤجج الحرائق
يُشار إلى أن إقليم أود شهد في السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في عدد ومساحة الحرائق، وهو ما يُعزى إلى تغير المناخ وانخفاض معدلات الأمطار، إضافة إلى إزالة مساحات كبيرة من كروم العنب التي كانت تشكل حواجز طبيعية أمام امتداد ألسنة اللهب، وهو ما دفع بالخبراء إلى التحذير من أن المواسم الجافة القادمة قد تحمل مزيداً من الحرائق العنيفة ما لم تُتخذ تدابير بيئية عاجلة.