يعد قطاع التكنولوجيا من أكثر القطاعات المتضررة من حرب ترامب التجارية، ففي يوم واحد فقط، فقد كبار مليارديرات التكنولوجيا نحو 42.6 مليار دولار من ثرواتهم، عقب إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن جولة جديدة من الرسوم الجمركية، ما تسبب في اضطرابات حادة بأسواق المال العالمية.
خسائر قطاع التكنولوجيا من حرب ترامب التجارية
ووفقًا لمجلة فوربس، كان مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا” المالكة لفيسبوك، الأكثر تضررًا، بخسارة بلغت 17.9 مليار دولار يوم الخميس 3 أبريل، متصدرًا قائمة الخاسرين في يوم صادم للمستثمرين.
جيف بيزوس، مؤسس أمازون، حل ثانيًا بخسارة 16 مليار دولار، فيما تراجعت ثروة إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لتسلا، بمقدار 8.7 مليار دولار، نتيجة الانهيار الحاد في أسهم شركاتهم المدرجة.

الأسواق تهتز.. وأسوأ جلسة منذ كوفيد
إعلان ترامب عن “رسوم جمركية مخفضة” على واردات استراتيجية، تسبب في واحدة من أسوأ جلسات التداول في وول ستريت منذ بداية جائحة كوفيد-19، حيث ساد القلق بشأن التأثير المحتمل على التجارة العالمية وتكاليف الإنتاج.
وانخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية بشكل كبير:
ستاندرد آند بورز 500: تراجع بـ275.05 نقطة (4.85%) وأغلق عند 5,395.92.
ناسداك: هبط بـ1,053.60 نقطة (5.99%) مغلقًا عند 16,547.45.
داو جونز: انخفض بـ1,682.61 نقطة (3.98%) ليغلق عند 40,542.71.
نزيف في ثروات كبار التنفيذيين
الخسائر بسبب حرب ترامب الجمركية لم تقتصر على الثلاثة الكبار، فقد خسر جينسن هوانج، الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا”، 7.4 مليار دولار، بينما تراجع صافي ثروة بيل جيتس بمقدار 774 مليون دولار.
أما مؤسسا شركة “ألفابت” (جوجل سابقًا)، لاري بيج وسيرجي برين، فقد خسرا 4.9 و4.6 مليار دولار على التوالي. وتراجع صافي ثروة سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لجوجل، بـ18 مليون دولار، في حين خسر تيم كوك، رئيس شركة “آبل”، 68 مليون دولار.

محللون: الرسوم قد تتراجع بسبب الضغوط
محللو بنك “يو بي إس” أشاروا إلى أن البيت الأبيض استخدم قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية (IEEPA) لفرض الرسوم، وهي خطوة غير مسبوقة من حيث نطاقها. ولفتوا إلى احتمال وجود طعون قانونية وضغوط من الشركات الكبرى قد تؤدي لاحقًا إلى تخفيف هذه الإجراءات.
تصعيد حرب ترامب التجارية يهدد الاقتصاد العالمي
جدير بالذكر أن الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها إدارة ترامب بنسبة 10% على معظم الواردات الأمريكية، دخلت حيز التنفيذ صباح السبت، في خطوة تُفاقم الحرب التجارية العالمية وتُثير مخاوف من اضطرابات اقتصادية واسعة النطاق.
و تشمل القسم الأكبر من الواردات الأمريكية، بالإضافة إلى رسوم سابقة، مما يضع عشرات الدول تحت وطأة إجراءات تجارية مشددة، وتُهدد هذه الإجراءات سلاسل التوريد لشركات كبرى مثل “أبل” و”أمازون”، التي تعتمد على التصنيع في الصين ودول آسيوية أخرى مستهدفة بالرسوم.
وبالفعل انخفض مؤشر “ناسداك” بنسبة 4%، بينما تراجعت أسهم “أبل” و”أمازون” بنحو 7% و6% على التوالي في تعاملات ما بعد السوق، فيما تواجه الصين رسومًا إجمالية تصل إلى 34%، بينما تواجه فيتنام والهند نسبًا تبلغ 46% و26% على التوالي، مع إعفاءات محدودة مثل أشباه الموصلات التايوانية.
وأكد ترامب أن هذه الإجراءات تهدف إلى تحقيق “توازن تجاري”، لكن خبراء يحذرون من تداعياتها السلبية على الاقتصاد العالمي، خاصة مع دخول رسوم أعلى حيز التنفيذ قريبًا على 57 شريكًا تجاريًا، فيما تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية ترامب العدائية لخفض العجز التجاري الأمريكي، لكنها تزيد من توترات الأسواق وتُعقّد مشهد الاقتصاد العالمي قبيل مواعيد مهمة لفرض رسوم إضافية.
اقرأ أيضًا:
حرب ترامب التجارية.. 10 دول عربية الأكثر تضررا من هذا الزلزال الاقتصادي