تتزايد مؤشرات التوتر داخل دوائر صنع القرار في إسرائيل، في ظل تصاعد الخلاف بين المستوى السياسي والعسكري بين نتنياهو ورئيس أركان جيشه بشأن المرحلة المقبلة من الحرب في قطاع غزة.
وفي اجتماع مطوّل عقد يوم الثلاثاء الماضي واستمر ثلاث ساعات، تصاعد الجدل بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير، بعد أن شدد الأول على ضرورة “استكمال مهمة القضاء على حماس” و”إعادة الرهائن”، فيما حذّر زامير من مخاطر التصعيد.

حرب داخلية بين نتنياهو ورئيس أركان جيشه
ووفق ما نقلته هيئة البث العامة الإسرائيلية (كان)، شبّه زامير اقتراح احتلال ما تبقى من القطاع بأنه “سير طوعي نحو فخ خطير”، محذرًا من تداعيات طويلة الأمد قد تجر الجيش الإسرائيلي للبقاء داخل غزة لعقود، رغم انسحابه منها قبل عشرين عامًا. واقترح زامير، بحسب القناة 12، حلولًا بديلة، مثل تطويق بعض المناطق التي يُعتقد أن عناصر من حركة حماس يتحصنون داخلها.
ونقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين مطّلعين على مجريات الاجتماع، أن زامير عارض بشكل واضح خطة نتنياهو للسيطرة على المناطق التي لم تدخلها القوات الإسرائيلية بعد، محذرًا من أن التوغل في تلك المناطق قد يعرّض حياة الرهائن للخطر ويقوّض فرص استعادتهم أحياء.
ووفقًا لمصدر رابع تحدث للوكالة، فإن نتنياهو لا يزال متمسكًا بتوسيع العمليات العسكرية في القطاع، ويعتقد أن المزيد من الضغط العسكري سيجبر حركة حماس على تقديم تنازلات.
من جانبه، أكّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على “حق رئيس الأركان في التعبير عن رأيه المهني”، لكنه شدد في منشور على منصة “إكس” على أن “الجيش ملزم بتنفيذ قرارات الحكومة، كما فعل في جميع الجبهات”. وأضاف كاتس أن “رفض حماس إطلاق سراح الرهائن يحتم اتخاذ خطوات إضافية تضمن تحقيق أهداف الحرب، وعلى رأسها تصفية الحركة وضمان أمن إسرائيل”.
هل يسيطر الجيش الإسرائيلي على غزة؟
ورغم سيطرة الجيش الإسرائيلي على ما يُقدّر بـ 75% من قطاع غزة منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين، إلا أن مناطق واسعة ما تزال خارج السيطرة الكاملة، خصوصًا تلك التي يُشتبه بوجود رهائن فيها، ما يزيد تعقيد اتخاذ قرار التوغل الكامل.

اقرأ أيضا.. إيران تنفذ حكم الإعدام بحق 3 أدينوا بالتجسس لصالح الموساد
في المقابل، أعربت الأمم المتحدة عن “قلق بالغ” إزاء الأنباء التي تشير إلى احتمال توسيع نطاق العمليات العسكرية في القطاع، خصوصًا إذا شملت مناطق يُحتمل وجود مدنيين أو رهائن فيها، محذرة من تداعيات إنسانية جسيمة.
وتجنّب الجيش الإسرائيلي في أكثر من مناسبة اقتحام مناطق يُعتقد بوجود رهائن داخلها، وسط تقارير عن تهديدات من قبل خاطفيهم بقتلهم فور اقتراب القوات الإسرائيلية.
ومن المقرر أن يعقد نتنياهو اجتماعات إضافية مع عدد من الوزراء لمواصلة مناقشة الخطط العسكرية المقبلة، وسط انقسام حاد داخل الحكومة والمؤسسة الأمنية حول حدود التصعيد ومدى إمكانية تحقيق الأهداف المعلنة دون الدخول في مستنقع جديد داخل غزة.