أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، أن إسرائيل مستعدة للشروع في الانسحاب من لبنان، شريطة أن تبدأ الحكومة اللبنانية بتنفيذ خطوات عملية نحو نزع سلاح حزب الله، في خطوة وصفها مراقبون بأنها قد تُعيد رسم ملامح الصراع في المنطقة.
وأوضح بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن “إسرائيل تقدر القرار المهم الذي اتخذته الحكومة اللبنانية، بقيادة الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء تمام سلام، بالعمل على نزع سلاح حزب الله بحلول نهاية عام 2025″، واصفًا القرار بأنه تحوّل جوهري في مسار الأزمة.

قرار لبناني تاريخي لنزع سلاح حزب الله بنهاية 2025
وكان مجلس الوزراء اللبناني قد أعلن في وقت سابق من هذا الشهر عن قرار رسمي يقضي بـ نزع سلاح حزب الله وفصائل مسلحة أخرى، وذلك بحلول نهاية العام 2025، في إطار خطة وطنية لإعادة تنظيم المشهد الأمني الداخلي.
ويُنظر إلى القرار على أنه الأول من نوعه منذ تأسيس حزب الله في ثمانينيات القرن الماضي، حيث ظل ملف سلاح الحزب موضع خلاف داخلي حاد، وعقبة أساسية أمام سيادة الدولة اللبنانية الكاملة.
موقف إسرائيل: انسحاب مشروط وآلية أمنية أميركية
أوضح مكتب نتنياهو أن إسرائيل ستدرس اتخاذ خطوات مقابلة إذا بدأ الجيش اللبناني في تنفيذ خطة نزع السلاح، بما في ذلك تقليص وجودها العسكري في الأراضي اللبنانية.
وأضاف البيان أن أي انسحاب إسرائيلي سيكون في إطار آلية أمنية بقيادة الولايات المتحدة، لضمان التنفيذ الفعلي للقرار ومراقبة الوضع الميداني.
وساطة أميركية وخطة تفصيلية
لعبت واشنطن دورًا محوريًا في بلورة هذا الاتفاق، حيث قدّم المبعوث الأميركي توماس براك ورقة تفصيلية تُعد الأكثر شمولًا حتى الآن بشأن آلية كبح القوة العسكرية لحزب الله.
وتتضمن الورقة اقتراحات تتعلق بجمع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من الحزب، وإعادة دمج بعض عناصره في المؤسسات الأمنية اللبنانية، مقابل التزامات إسرائيلية بخفض التصعيد وسحب قواتها تدريجيًا.
حزب الله يرفض ويؤكد تمسكه بالسلاح
رغم التحركات اللبنانية والدولية، رفض حزب الله مرارًا الدعوات إلى التخلي عن سلاحه، مبررًا ذلك بضرورة مواجهة التهديدات الإسرائيلية المستمرة.
وتأتي هذه التطورات بعد الحرب التي اندلعت أواخر عام 2024 بين الحزب وإسرائيل، والتي خلفت دمارًا واسعًا في لبنان، وأثارت جدلًا واسعًا حول جدوى استمرار تسليح الحزب خارج إطار الدولة.

اتفاق وقف إطلاق النار.. الأرضية الأولى للحوار
وكانت الولايات المتحدة قد رعت في نوفمبر 2024 اتفاقًا لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، تضمّن التزامات متبادلة، أبرزها:
دعوة الحكومة اللبنانية إلى مصادرة جميع الأسلحة غير المصرح بها.
وقف إسرائيل لهجماتها ضد أهداف لبنانية.
التزام الطرفين بخفض التوتر الحدودي.
إلا أن إسرائيل أبقت قواتها في خمسة مواقع داخل لبنان، وواصلت تنفيذ ضربات جوية استهدفت مواقع قالت إنها تابعة لحزب الله.
اقرأ أيضًا:
الجيش الإسرائيلي يعلن عن خطط عسكرية جديدة في غزة وسط مخاوف إنسانية متفاقمة
مستقبل غامض للصراع اللبناني الإسرائيلي
مع إعلان نتنياهو استعداد إسرائيل للانسحاب المشروط، يبقى مستقبل المشهد الأمني في لبنان رهين قدرة الحكومة على تنفيذ خطة نزع السلاح، ومدى تجاوب حزب الله مع الضغوط المحلية والدولية.
ويرى محللون أن نجاح الخطة قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار الإقليمي، فيما يُخشى أن يؤدي تعثرها إلى جولة صراع جديدة بين الطرفين.