دخل حسام حسن سجل الأساطير في الكرة المصرية والعربية بعدما أصبح أول مدرب في تاريخ مصر يقود منتخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم بعد أن شارك فيها لاعبًا عام 1990 بإيطاليا.
وحقق “العميد” هذا الإنجاز الاستثنائي بعدما قاد “الفراعنة” للتأهل إلى مونديال 2026 في أمريكا الشمالية، عقب الفوز على منتخب جيبوتي بثلاثية نظيفة في استاد العربي الزوالي بمدينة الدار البيضاء المغربية، ضمن التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم.
وتعد هذه هي المرة الرابعة التي يتأهل فيها المنتخب المصري إلى كأس العالم بعد نسخ 1934 و1990 و2018، لتضيف مصر صفحة جديدة إلى تاريخها الكروي المضيء بقيادة أحد أبرز نجومها عبر العصور.
من لاعب أسطوري إلى مدرب تاريخي
وُلد حسام حسن في العاشر من أغسطس عام 1966 في ضاحية حلوان جنوب القاهرة، وبدأ مشواره الكروي في مركز قلب الهجوم بصفوف النادي الأهلي، أكثر الأندية المصرية تتويجًا بالبطولات.
خاض أول مباراة له مع الفريق الأول في موسم 1984-1985، قبل أن يثبت نفسه سريعًا في الموسم التالي بمشاركته في 24 مباراة سجل خلالها تسعة أهداف.
اشتهر حسام حسن بشغفه الكبير وإصراره داخل الملعب، وكان أحد العناصر الأساسية التي ساهمت في تأهل مصر إلى مونديال 1990، حين سجل الهدف التاريخي في مرمى الجزائر خلال المباراة الحاسمة باستاد القاهرة في 17 نوفمبر 1989، ليقود منتخب بلاده إلى المشاركة في كأس العالم بعد غياب دام 56 عامًا.
من بورسعيد إلى القاهرة .. مسيرة تدريبية حافلة بالتحديات
بعد اعتزاله اللعب عقب فترة قصيرة مع نادي الاتحاد السكندري، بدأ حسام حسن مسيرته التدريبية في مارس 2008 مع نادي المصري البورسعيدي.
وعلى الرغم من أن مشواره التدريبي لم يشهد في بدايته النجاح الذي حققه كلاعب، فإن حسام ظل أحد أبرز الأسماء المثيرة للاهتمام في الساحة الكروية المصرية.
تولى تدريب المصرية للاتصالات عام 2009، لكنه فشل في إنقاذ الفريق من الهبوط، قبل أن ينتقل في نوفمبر من العام نفسه إلى تدريب الزمالك وهو في الـ43 من عمره.
غادر الزمالك في يوليو 2011 دون تحقيق بطولات، ثم درب الإسماعيلي في أغسطس من العام نفسه، قبل أن يقود المصري مجددًا مطلع 2012 في مباراة تاريخية أمام الأهلي انتهت بفوز المصري 3-1، أعقبتها أحداث مأساوية في استاد بورسعيد راح ضحيتها أكثر من 70 مشجعًا، ما أدى إلى توقف النشاط الكروي في مصر لفترة طويلة.
عودة قوية وإنجاز تاريخي مع الفراعنة
واصل حسام حسن مسيرته التدريبية متنقلًا بين أندية عدة؛ إذ تولى تدريب مصر للمقاصة عام 2013، ثم المنتخب الأردني في صيف العام نفسه، حيث قاد النشامى إلى الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم 2014 قبل أن يودع المنافسة أمام أوروغواي.
عاد بعدها إلى الزمالك في يوليو 2014، قبل أن تتم إقالته في أكتوبر بعد سلسلة نتائج سلبية. كما أشرف على تدريب الاتحاد السكندري في أواخر 2014، ثم عاد مجددًا إلى المصري البورسعيدي في يوليو التالي.
وفي فبراير 2024، أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم تعيين حسام حسن مديرًا فنيًا لمنتخب مصر خلفًا للبرتغالي روي فيتوريا بعد الخروج من ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية.
ومنذ ذلك الحين، نجح “العميد” في إعادة الروح إلى الفراعنة، فقادهم للتأهل إلى كأس الأمم الأفريقية المقرر إقامتها في المغرب بنهاية العام، قبل أن يحقق الإنجاز الأكبر بقيادة المنتخب إلى نهائيات كأس العالم 2026 بعد تصدر المجموعة الأولى برصيد 23 نقطة قبل جولة من النهاية.