في تطور غير متوقع، أعلنت الشبكة الدولية للإنذار من الكويكبات (IAWN) مطلع الأسبوع الجاري عن إطلاق مسبار دفاعي طارئ إلى الفضاء، بعد أن رصدت سلوكاً غير طبيعي من الجسم المعروف باسم 3I/ATLAS، وهو جرم سماوي يعبر النظام الشمسي بسرعة مثيرة للقلق.

هذا التحرك العاجل جاء في أعقاب تحذيرات أطلقها عالم الفلك الشهير في جامعة هارفارد آفي لوب، الذي وصف الجسم بأنه قد يكون “حصان طروادة فضائياً”، في إشارة إلى أنه ربما يخفي طبيعة مجهولة أو غرضاً غير متوقع قد تكون له تداعيات خطيرة على البشرية.
تحذيرات من “حدث بجعة سوداء” قد يغير مسار التاريخ
منذ اكتشاف الجسم 3I/ATLAS في يوليو الماضي، لم يخفِ البروفيسور لوب شكوكه حول أصله، مؤكداً في تصريحات لبرنامج “تقرير إليزابيث فارغاس” أن البيانات التي جُمعت عبر تلسكوب جيمس ويب الفضائي تشير إلى أن الجرم قد يزن نحو 33 مليار طن، وهو ما يجعله أكبر بألف مرة على الأقل من أي جسم بين نجمي رُصد سابقاً.

وأوضح لوب أن المجتمع العلمي والدولي يجب أن يتعامل مع هذا الكائن السماوي بحذر بالغ، داعياً إلى وضع خطة دفاع كوكبية تحسباً لاحتمال أن يكون الجسم يمثل ما يُعرف في الأوساط العلمية باسم “حدث البجعة السوداء”، وهو مصطلح يُطلق على الأحداث النادرة ذات التأثير الهائل التي يصعب التنبؤ بها مسبقاً، لكنها تبدو حتمية بعد وقوعها.
وقال لوب: “قد يبدو هذا الجسم طبيعياً في البداية، لكنه ربما يخفي في داخله شيئاً غير متوقع، تماماً كما فعل حصان طروادة في الأسطورة القديمة”.
تحذيرات لافتة من عالم الفلك الشهير آفي لوب
وفي تعليق يحمل طابع التحذير العلمي الممزوج بالاستعارة، شبّه لوب وجود هذا المذنب الغامض بـ “موعد أعمى”، موضحاً: “غالباً ما تفترض أن شريك اللقاء سيكون ودوداً للغاية، لكنك في الوقت ذاته لا تستبعد أن يكون قاتلاً متسلسلاً”.
هذا التشبيه يعكس مخاوف عالم الفضاء لوب من أن الجسم 3I/ATLAS، رغم مظهره المألوف كمذنب، قد يحمل مفاجآت غير متوقعة أو يخبئ تركيبة غير طبيعية لا يمكن تفسيرها بالعمليات الفلكية التقليدية.
وكان لوب قد أثار جدلاً واسعاً في الأوساط العلمية بعد أن طرح فرضيات مشابهة في الماضي، من بينها احتمال أن تكون بعض الأجسام بين النجمية السابقة ذات أصل اصطناعي أو تكنولوجي متقدم مصدره حضارات فضائية بعيدة.

استجابة دولية وتحركات مراقبة دقيقة
من جانبها، أكدت وكالة الفضاء ناسا أنه لا توجد في الوقت الراهن مؤشرات على أن الجسم 3I/ATLAS يشكل تهديداً مباشراً للأرض، مشيرة إلى أن الشبكة الدولية للإنذار من الكويكبات بدأت بالفعل تنفيذ خطة مراقبة دقيقة لتقييم مسار الجرم وطبيعته.
ووفقاً للبيانات الرسمية، ستطلق الشبكة ما يُعرف بـ “حملة المذنب”، وهي عملية مراقبة دولية مكثفة تمتد من 27 نوفمبر 2025 إلى 27 يناير 2026، بهدف تحسين تقنيات تتبع موقع الجسم في الفضاء بين النجوم وتحديد خصائصه الفيزيائية بشكل أكثر دقة.
ويؤكد خبراء الفضاء أن هذه الحملة قد تقدم بيانات حاسمة تساعد على فهم طبيعة هذا الكائن الفريد، وما إذا كان فعلاً يمثل تهديداً مستقبلياً أم مجرد جرم عابر في رحلة كونية عادية.
اقرأ ايضًا…تذكرة ذهاب بلا عودة؟| حقائق صادمة عن مصير أول مستوطني المريخ
