أعلن النجم الكرواتي لوكا مودريتش، اليوم الخميس، نهاية مسيرته التاريخية مع نادي ريال مدريد الإسباني، بعد 13 موسماً متواصلاً حافلاً بالألقاب واللحظات التي صنعت مجداً كروياً سيُخلّد في ذاكرة جماهير الكرة العالمية.
وأكد مودريتش، صاحب الكرة الذهبية لعام 2018، في رسالة وداع مؤثرة، أن رحلته مع النادي الملكي كانت “مجيدة ومظفّرة”، واصفاً إياها بأنها “حقبة لا تُنسى، مليئة بالنجاحات والعواطف”.
رسالة وداع لوكا مودريتش
وقال النجم الكرواتي: “ريال مدريد منحني كل شيء كلاعب وكإنسان. سأظل مدينًا له مدى الحياة. لقد كانت رحلة طويلة، لكنها لا تُنسى. شعرت دائماً أنني أعيش في بيتي الثاني هنا في مدريد”.
وعن علاقته برئيس النادي فلورنتينو بيريز، قال مودريتش بتأثر: “لقد عاملني بطريقة خاصة جداً، وفي مباراتي الأخيرة رأيته يبكي، وعندها فقط أدركت كم يُكنّ لي من مشاعر صادقة”.
واختار مودريتش لحظة الفوز بالكأس العاشرة لدوري الأبطال عام 2014 كنقطة تحوّل في مسيرة الفريق، قائلاً:
“تلك كانت بداية الحقبة الذهبية. لقد آمنّا حتى اللحظة الأخيرة، وهذه الروح تمثّل ريال مدريد بكل ما فيه”.
وختم نجم منتخب كرواتيا كلمته قائلاً: “كل ما أردته هو أن يراني الناس كلاعب مجتهد، وإنسان صادق، بذل كل ما لديه من أجل ريال مدريد وجماهيره. هذه المحبة التي تلقيتها لا يمكن تزويرها، ولن تُنتزع”.
من الحرب إلى المجد
وُلد لوكا مودريتش عام 1985 في مدينة زادار الكرواتية، وعاش طفولته خلال الحرب اليوغوسلافية، حيث نزحت أسرته بسبب الصراع. بدأت موهبته الكروية بالبروز مبكراً، لينتقل إلى نادي دينامو زغرب، الذي انطلق منه إلى أوروبا.
أعير إلى كل من زرينسكي موستار وإنتر زابرشيتش، قبل أن يلفت الأنظار بفضل رؤيته الاستثنائية وقدرته على التحكم بإيقاع اللعب، فانتقل عام 2008 إلى توتنهام هوتسبر الإنجليزي، حيث تألق في البريميرليغ، وفرض نفسه كأحد أفضل لاعبي الوسط في العالم.
وفي عام 2012، انضم إلى ريال مدريد في صفقة قُوبلت ببعض التشكيك، لكنه سرعان ما أثبت جدارته، وأصبح حجر الزاوية في هيمنة الفريق على أوروبا لعقد كامل. نال الكرة الذهبية عام 2018، بعد قيادة منتخب بلاده إلى نهائي كأس العالم في روسيا، في إنجاز غير مسبوق.
أبرز إنجازات لوكا مودريتش مع ريال مدريد
خلال مسيرته بالقميص الأبيض، فاز مودريتش بكل الألقاب الممكنة، أبرزها 6 بطولات دوري أبطال أوروبا، و3 ألقاب في الدوري الإسباني، إلى جانب كأس الملك وكأس العالم للأندية والسوبر الأوروبي والسوبر الإسباني، ليُسجّل اسمه كأحد أعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ النادي.