
ماذا لو تركت حماس السلاح؟!
أولًا: لو تركت حماس السلاح، فسيُذبَح أهل غزة ذبح الخراف ويُطردون منها. ولا شك أننا جميعًا نتذكر مذبحة صبرا وشاتيلا الشهيرة في لبنان، التي راح ضحيتها اللاجئون الفلسطينيون بعد أن وافقت منظمة التحرير على مغادرة لبنان بسلاحها إلى الجزائر.
ثانيًا: تحظى حماس بشعبية طاغية في غزة، تشهد عليها نتائج آخر انتخابات أُجرِيَت، وربما تؤدي محاولة إجبارها على الخروج إلى خسائر بشرية بالغة للجيوش العربية التي ستقوم بهذه المهمة بالوكالة عن إسرائيل والولايات المتحدة.
وهذا أمر لن يلقى ترحيبًا من الشعوب العربية، التي ترى في صمود حماس أمام المذابح التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي بطولة، وربما لا تتقبل تدخل دول عربية لصالح إسرائيل، حتى لو سبق ذلك حملة دعاية كبيرة ضد حماس ووسمها بالخيانة وما إلى ذلك.
فقد أثبتت حماس للعالم العربي أنه يمكن هزيمة إسرائيل، وأن الدول العربية هي التي تتقاعس، ربما خوفًا على مصالحها أو لأسباب أخرى.
ثالثًا: لا يمكن ائتمان السلطة على غزة، لأنها أصلًا تخون الفلسطينيين في الضفة. ويجب أن نتذكر أن السلطة تأسست لخدمة الاحتلال الإسرائيلي، وليس لتحرير فلسطين.
رابعًا: تستمد السلطة شرعيتها من اتفاق أوسلو، وهو اتفاق يكرّس الاحتلال الإسرائيلي، ولم يرد في أي بند منه أن على إسرائيل الانسحاب من الأراضي المحتلة، وإنما ورد فيه حرفيًا:
: “يعيد الجيش الإسرائيلي انتشاره داخل الضفة الغربية وقطاع غزة”، أو كما يسميها الإسرائيليون “داخل يهودا والسامرة وغزة”. وأكرر مرة أخرى “داخل” وليس “خارج”، وهذا تقنين للاحتلال.
خامسًا: ليس مستبعدًا بالطبع أن تحاول بعض القيادات المشبوهة في العالم العربي استصدار قرار بمحاولة استئصال حماس حفاظًا على كراسيها، لكن لا أعتقد أن مصر ستنضم إلى مثل هذا التحالف.
سادسًا: قبل بداية الحرب في غزة بعدة أسابيع، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعرض خريطة لإسرائيل التي ينوي إقامتها، والتي تضم نصف مصر، وكل الأردن، وكل سوريا، وثلاثة أرباع السعودية، وثلث العراق.
وبالتالي، لا أعتقد أن من مصلحة أيٍّ من هذه الدول أن تسقط حماس، ليأتي دورها بعد ذلك.
إقرأ أيضًا: