زعمت تقارير تداولتها الصحف الإسرائيلية، أن حماس أصدرت تعليمات لكبار الشخصيات في الجماعة بالتوقف عن استخدام الهواتف المحمولة وسط مخاوف من انهيار وقف إطلاق النار الهش مع إسرائيل، مما يجلب معه عودة الهجوم العسكري الإسرائيلي.
حماس تطلب من مسؤوليها عدم استخدام الهواتف المحمولة
أبلغت مصادر في حماس صحيفة الشرق الأوسط التي تتخذ من لندن مقرا لها يوم الثلاثاء أن الجناح العسكري للحركة والقيادة العليا أصدرت تعليمات لجميع كبار الشخصيات السياسية والعسكرية بالتوقف عن استخدام هواتفهم، حيث عاد العديد منهم إلى استخدام الأجهزة بعد بدء وقف إطلاق النار الشهر الماضي.
وتوقف العديد من كبار المسؤولين بالفعل عن استخدام هواتفهم خوفا من محاولات الجيش الإسرائيلي تعقبهم عبر الأجهزة واغتيالهم، وفقًا لما نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وتأتي تلك التحذيرات بعدما تم ايقاف الاتفاق بين إسرائيل وحماس والمكون من ثلاث مراحل، والذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، بعد حوالي 15 شهرًا من القتال الذي اندلعت شرارته في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر 2023.
وكانت حماس قد أعلنت بأنه لن يكون هناك تسليم أسرى إسرائيليين السبت المقبل، بعد الخروقات التي ترتكبها إسرائيل، وردًا على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وتنص الصفقة على أن تفرج حماس عن الرهائن، وأن تفرج إسرائيل عن آلاف السجناء الأمنيين الفلسطينيين -بما في ذلك مئات يقضون أحكاما بالسجن المؤبد- ووقف القتال في القطاع، يليه مفاوضات من أجل “التهدئة المستدامة” وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.

اقرأ أيضًا:
مصر تستضيف قمة عربية طارئة في القاهرة لبحث التصعيد في القضية الفلسطينية
إعلان حماس عن عدم تسليم الأسرى الإسرائيليين
أعلنت حماس أنها لا تزال ملتزمة بوقف إطلاق النار، رغم أنها تعهدت قبل يوم واحد بعدم إطلاق سراح المجموعة التالية من الرهائن حتى إشعار آخر، زاعمة أن إسرائيل تنتهك وقف إطلاق النار.
وفي إعلان هز الهدنة، تكشفت المخاوف عن استئناف الحرب من قبل إسرائيل، فيما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى بحلول ظهر يوم السبت فيجب إنهاء وقف إطلاق النار.
وقالت حماس في بيان مساء الثلاثاء: “حماس ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار الذي التزم به الاحتلال (الإسرائيلي) أيضًا”. مضيفة: “نؤكد أن الاحتلال هو الطرف الذي لم يلتزم بالتزاماته وهو المسؤول عن أي تعقيدات أو تأخير”.
وفي غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يعزز قواته “بشكل مكثف” في القيادة الجنوبية، ويستدعي قوات الاحتياط ويوافق على خطط المعركة لقطاع غزة في حال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس.

نتنياهو يهدد حماس بعودة الحرب
وفي بيان مصور أصدره بعد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني استمر أربع ساعات، هدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن وقف إطلاق النار سينتهي وأن إسرائيل ستستأنف “القتال العنيف” في غزة إذا لم تطلق حماس سراح “رهائننا” بحلول ظهر السبت.
وقال: “إذا لم تعيد حماس رهائننا بحلول ظهر السبت، فإن وقف إطلاق النار سينتهي، وسيعود جيش الدفاع الإسرائيلي إلى القتال العنيف حتى هزيمة حماس أخيرًا”.
وصرح مسؤول إسرائيلي إن نتنياهو أمر المسؤولين أيضًا “بالاستعداد لكل سيناريو إذا لم تطلق حماس سراح رهائننا هذا السبت”.
وقالت المصادر التي تحدثت إلى الشرق الأوسط أيضًا إن حماس كشفت مؤخرًا عن معدات تجسس زعمت أنها وجدت مدفونة في الحجارة أو أنقاض المباني في غزة. وتضمنت المعدات كاميرات وأجهزة تنصت قيّمتها حماس على أنها مخصصة لتحديد هوية كبار المسؤولين أو الرهائن.
وقالت المصادر إن حماس وسعت نطاق عملياتها للعثور على مثل هذه الأجهزة، التي يجري تفكيكها وفحصها لجمع المعلومات.
وقالت المصادر إن حماس تحاول تنفيذ عمليات مراقبة خاصة بها لمراقبة تحركات الجيش الإسرائيلي من أجل الاستعداد لمواجهة أي توغلات من قبل القوات الخاصة أو العمليات الأخرى.
وبررت جماعة حماس قرارها بتجميد إطلاق سراح الرهائن بالانتهاكات الإسرائيلية للصفقة، وأن الجيش الإسرائلي يعرقل عودة الفلسطينيين النازحين إلى شمال القطاع، كما منعت إسرائيل تدفق بعض مواد المساعدات الإنسانية، مثل المقطورات للمأوى المؤقت، إلى الجيب.
يذكر أنه خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي، أكد الملك عبد الله الثاني على موقف الأردن الثابت ضد تهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، فيما أعلن أن بلاده ستستقبل 2000 طفل من قطاع غزة، في خطوة ضمن تقيدم الدعم للقطاع المدمر إثر الحرب التي استمرت لما يقرب من 15 شهرًا.