في خضم التصعيد العسكري المتواصل في قطاع غزة، فجّرت حركة حماس مفاجأة جديدة بإعلانها انقطاع الاتصال مع رهينتين إسرائيليتين كانت تحتجزهما شمالي القطاع، محذّرة من أن حياتهما باتت في خطر داهم جراء القصف الإسرائيلي المكثف على أحياء غزة المدمرة.
الإعلان جاء ليزيد المشهد تعقيداً، في وقت يوسّع فيه الجيش الإسرائيلي هجومه البري والجوي، فيما يصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على استكمال العملية العسكرية وعدم التخلي عن أي من الرهائن المتبقين.

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الأحد، أنها فقدت الاتصال مع رهينتين إسرائيليتين شمالي قطاع غزة، نتيجة التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر منذ قرابة عامين.
حماس: انقطاع الاتصال بالأسرى بسبب القصف الإسرائيلي
وقالت كتائب القسام في بيان لها إن الاتصال انقطع مع الرهينتين عمري ميران ومتان إنغريست بعد الغارات العنيفة والعمليات البرية في حيي الصبرة وتل الهوا بمدينة غزة، مشيرة إلى أن “حياة المحتجزين في خطر مباشر”.
وطالبت الحركة الجيش الإسرائيلي بالتراجع إلى جنوب شارع 8 في مدينة غزة، ووقف الطلعات الجوية لمدة 24 ساعة في أجزاء من المدينة، بما يتيح – وفق قولها – إبعاد الرهائن عن دائرة الخطر.
رهائن في قلب المعركة
ويأتي هذا التطور في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث يوسع الجيش هجومه البري والقصف المدفعي والجوي على مدينة غزة، ضمن خطته المعلنة للسيطرة على كبرى مدن القطاع.
وكانت حماس قد أعلنت في وقت سابق فقدان الاتصال مع رهينة إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية، لكنها أطلقت سراحه بعد أيام.
اقرأ أيضًا:
مصر تحذر من “انفجار وشيك” بالشرق الأوسط.. وتطرح خارطة طريق من 5 محاور في الأمم المتحدة
إسرائيل: لن نتخلى عن الرهائن
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة الماضية، أن إسرائيل “سحقت الجزء الأكبر من آلة الإرهاب التابعة لحماس”، مضيفاً أن الجيش سيواصل مهمته “بأقصى سرعة ممكنة”، مشدداً على أن تل أبيب “لن تتخلى عن الرهائن المتبقين في القطاع”.
بالأرقام.. كم تبقى من الرهائن؟
وفق الإحصاءات الإسرائيلية، فقد خُطف 251 شخصاً خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، لا يزال منهم 47 رهينة داخل القطاع، بينهم نحو 20 شخصاً فقط على قيد الحياة بحسب التقديرات الإسرائيلية الرسمية.
في موازاة ذلك، أصدر الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة سلسلة إنذارات تطالب السكان بالنزوح إلى جنوب القطاع، وسط قصف متواصل ودمار واسع، ما فاقم من الأزمة الإنسانية في غزة المحاصرة.