صرح مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون بموافقة حماس على صفقة وقف إطلاق النار، على الرغم من أنها لم تقدم ردًا رسميًا مكتوبًا بعد، إذ أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه لم يتم تلقي أي رد رسمي حتى الآن.
بايدن يشيد بصفقة وقف إطلاق النار
أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن، باتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا بين إسرائيل وحماس، مؤكدًا أنه نتيجة للضغوط والعزلة المفروضة على حماس جنبًا إلى جنب مع الدبلوماسية الأمريكية الحاسمة.
وقال بايدن في بيان: “ستوقف هذه الصفقة القتال في غزة، وتزيد من المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين الفلسطينيين، وتعيد لم شمل الرهائن مع عائلاتهم بعد أكثر من 15 شهرًا في الأسر”.
وكشف الرئيس الأمريكي إن اتفاق اليوم “ليس فقط نتيجة للضغوط الشديدة التي تعرضت لها حماس والمعادلة الإقليمية المتغيرة بعد وقف إطلاق النار في لبنان وإضعاف إيران – ولكن أيضًا نتيجة للدبلوماسية الأمريكية العنيدة والمضنية”.

رئيس الوزراء القطري يعلن عن وقف إطلاق النار
أعلن رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن إطلاق سراح رهائن غزة واتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وقال آل ثاني في مؤتمر صحفي في الدوحة إن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ يوم الأحد.
وأوضح أنه مع التعامل مع العناصر النهائية هذا المساء، ستتخذ الحكومة الإسرائيلية التدابير اللازمة قبل التنفيذ. وأشار إلى أنه في المرحلة الأولى والتي تستمر 42 يومًا، ستسحب إسرائيل قواتها بعيدًا عن المراكز السكانية إلى المناطق الحدودية.
وقال إنه سيكون هناك تدفق متزايد للمساعدات إلى جميع أنحاء غزة، وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية، وعودة النازحين من غزة. وإنه سيتم إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيليًا مقابل عدد غير محدد من السجناء.
وأشار إلى أن تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق سيتم الانتهاء منها لاحقًا. كما دعا آل ثاني إلى الهدوء في غزة حتى دخول الاتفاق حيز التنفيذ يوم الأحد.
حماس توافق على صفقة وقف إطلاق النار
وفقًا لتقارير في وسائل إعلام عبرية متعددة، أشار مسؤلون إسرائيليون إلى أن الجانبين توصلا إلى اتفاق ويمكن الإعلان عن الصفقة في أقرب وقت ممكن. وبحسب مسؤل إسرائيلي، سيكون الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أول زعيم يعلن عن الصفقة التي من المتوقع دخولها حيز التنفيذ الأحد القادم.
ذكرت كل من رويترز ووكالة فرانس برس، أن حماس أعطت موافقة شفهية على الصفقة، نقلًا عن مصادر فلسطينية. وستخرج جميع النساء والأطفال من سجون الاحتلال خلال المرحلة الأولى من الصفقة.
نقل موقع والا الإخباري عن مسؤول إسرائيلي قوله: “هناك تقدم في مفاوضات صفقة الرهائن في الدوحة. أعطى زعيم حماس العسكري في غزة محمد السنوار موافقته”.
وقالت قناة كان الإخبارية إن الوزراء كانوا يجهزون جداول أعمالهم للتصويت المحتمل على الصفقة، رغم أنه لم يتم عقد اجتماع لمجلس الوزراء بعد، وتوقعت عدة تقارير إعلامية عبرية أن يصوت مجلس الوزراء يوم الخميس.
ووفقا لمصدر فلسطيني، عقد قادة حماس اجتماعا حتى وقت مبكر من صباح الأربعاء حيث تم حل جميع القضايا تقريبا، بما في ذلك الخرائط التي طالبت حماس إسرائيل بتقديمها بالتفصيل لانسحابها المخطط له من قطاع غزة.
وقال مسؤلون من الوسطاء قطر ومصر والولايات المتحدة وكذلك إسرائيل وحماس إن الاتفاق على هدنة أصبح أقرب من أي وقت مضى، مما عزز الآمال بين أقارب الرهائن وسكان غزة لإنهاء أكثر من 15 شهرا من القتال.
وإذا تم تأكيد ذلك، فقد نشهد إطلاق سراح الرهائن في وقت مبكر من يوم الأحد القادم، وفقا لتقارير إعلامية عبرية مختلفة.
مجلس الوزراء الأمني سيصوت على الصفقة
بالرغم من الإعلان عن التوصل إلى اتفاق مبدئي للصفقة، لا يزال يتعين على مجلس الوزراء الأمني (الكابينت) مجلس الوزراء بالكامل الموافقة على الصفقة، وستكون هناك أيضًا نافذة لمدة يومين للسماح بالاستئناف ضد الصفقة أمام المحكمة العليا.
وأشارت التقارير في إسرائيل إلى أن تل أبيب وجدت الصفقة مقبولة على نطاق واسع، وفي يوم الثلاثاء قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن “الكرة الآن في ملعب حماس”.
انضم ممثلون عن جماعة الجهاد الإسلامي إلى حماس في المحادثات غير المباشرة يوم الأربعاء، حسبما قال مسؤول من الجماعة لوكالة فرانس برس. ويُعتقد أن الجهاد الإسلامي، الذي تدعمه إيران بشدة، يحتجز بعض الرهائن المختطفين من إسرائيل خلال الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر 2023.
وكانت تقارير في وسائل الإعلام العربية في وقت مبكر من يوم الأربعاء قد نقلت عن مسؤولين فلسطينيين اتهامهم لإسرائيل بتأخير المحادثات من خلال تقديم مطالب جديدة، مما أثار رد فعل فوري من تل أبيب. وقال مسؤول دبلوماسي إسرائيلي في بيان للصحفيين: “حماس تدعي كاذبة أن إسرائيل أضافت شروطًا جديدة للمفاوضات – من أجل تجنب تنفيذ الاتفاق”.
لابيد وغانتس يرحبان بالاتفاق ويقولان إن جميع الرهائن يجب أن يعودوا إلى ديارهم ويعدان نتنياهو بالدعم السياسي إذا لزم الأمر.
15 شهرًا من القتال.. هل تنتهي الآن؟
خلال أشهر من المحادثات المتقطعة لتحقيق هدنة في الحرب المدمرة التي استمرت 15 شهرًا، قال الجانبان في عدة نقاط إنهما قريبان من وقف إطلاق النار، فقط ليصطدما بعقبات في اللحظة الأخيرة. وكانت الخطوط العريضة للاتفاق الحالي قائمة منذ منتصف عام 2024.
شنت إسرائيل حرب إبادة في غزة لإبعاد حماس عن السلطة بعد أن اقتحم آلاف العناصر المسلحة بقيادة المجموعة جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، واحتجاز 251 رهينة.
وأسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 46 ألف فلسطيني في غزة، وفقًا لمسؤولي الصحة الفلسطينية. ويعتقد أن حماس والفصائل الأخرى في غزة تحتجز 98 رهينة، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 36 قتيلًا أكدت إسرائيل مقتلهم. وتم اختطاف معظم الرهائن في 7 أكتوبر، لكن اثنين من المدنيين وجثث جنديين محتجزون منذ حوالي عقد من الزمان.
إقرأ أيضًا:
مسودة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة «50 فلسطيني مقابل كل رهينة إسرائيلية»
مسودة الاتفاق المعلنة حتى الآن
المسودة الأخيرة للاتفاق معقدة وحساسة. وبموجب شروطها فإن الخطوات الأولى سوف تتضمن وقف إطلاق نار مبدئي لمدة ستة أسابيع.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد منسر، إن المرحلة الأولى من الاتفاق سوف تشهد إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية، في حين قال مصدران فلسطينيان مقربان من حماس لوكالة فرانس برس، إن إسرائيل سوف تطلق سراح نحو ألف سجين فلسطيني في المقابل.
وقال مصدر مقرب من حماس إن إطلاق سراح الرهائن في المرحلة الأولى سوف يكون “على دفعات، بدءًا بالأطفال والنساء”.
وحتى إذا وافقت الأطراف المتحاربة على الاتفاق المطروح على الطاولة، فإن هذا الاتفاق لا يزال يحتاج إلى مزيد من المفاوضات قبل التوصل إلى وقف إطلاق نار نهائي وإطلاق سراح جميع الرهائن.
وقال مسؤول إسرائيلي إن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية سوف تبدأ في اليوم السادس عشر للهدنة، حيث ذكرت تقارير إعلامية أن المرحلة الثانية، إذا تم الاتفاق عليها، سوف تشهد إطلاق سراح الأسرى المتبقين.
وبموجب الاتفاق المقترح، ستحتفظ إسرائيل بمنطقة عازلة على طول ممر فيلادلفيا في جنوب غزة، فضلاً عن شريط بعرض 800 متر على الحدود الشمالية والشرقية لغزة، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية.
في المرحلة الثانية، ستفرج حماس عن الأسرى الأحياء المتبقين – الذكور البالغين غير الجرحى الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، والذين تعتبرهم حماس جميعًا “جنودًا” – مقابل المزيد من السجناء الأمنيين و”الانسحاب الكامل” للقوات الإسرائيلية من غزة، وفقًا لمسودة اتفاق اطلعت عليها وكالة أسوشيتد برس.
وقالت حماس إنها لن تطلق سراح الرهائن المتبقين دون إنهاء الحرب وانسحاب إسرائيلي كامل، في حين تعهد نتنياهو في الماضي بالقتال حتى يتم القضاء على القدرات العسكرية والحكومية لحماس.