في أغسطس عام 1945، كانت الشمس بالكاد قد أشرقت فوق مدينة هيروشيما، الحياة تسير كالمعتاد.. الأطفال في طريقهم إلى المدارس، الباعة يفتحون متاجرهم، وربّات البيوت يهمسن في الأسواق، لم يكن أحد يعلم أن التاريخ على وشك أن ينقسم إلى “قبل” و”بعد” تلك اللحظة.
عند الساعة 8:15 صباحًا، اخترق صوت طائرة غريب سكون المدينة، لم يتسنَّ لأحد أن يرفع رأسه حتى، عندما أضاءت السماء نورًا لم تعرفه الأرض من قبل، في لحظة واحدة، أصبحت المدينة كتلة من لهب وغبار وخراب، سقطت أول قنبلة نووية تُستخدم في الحرب على البشر.
في قلب هيروشيما، اختفت الشوارع، تبخّر الناس، وذابت الهياكل الحديدية، كل شيء احترق، حتى الظلال على جدارٍ حجري قرب مركز الانفجار، بقيت “ظلّ امرأة“، واقفةً في انتظار الحافلة، طُبعت بوضوح تام، لم يبقَ منها سوى هذا الظلّ الأسود، الدائم، كأن الزمن تجمد في لحظة موتها.
هيروشيما والقنبلة النووية
أكثر من 140,000 شخص لقوا حتفهم خلال الأشهر التالية، لم يمت الجميع في لحظتها. كثيرون ظلّوا يحترقون حيّين، أو يموتون بعد أيام أو أسابيع من الإشعاع. الناجون – أو “الهيباكوشا” كما يسمّون في اليابان – حملوا أجسادًا محروقة وأرواحًا مثقلة بالكوابيس.
بعد 80 عامًا، لا تزال هيروشيما تروي قصتها للعالم، لا طلبًا للشفقة، بل للتذكير. كل عام، في مثل هذا اليوم، تُطلق الفوانيس الورقية على نهر موتوياسو، محملة بأمنيات السلام من أطفال لم يولدوا بعد، بأمل ألا يتكرر المشهد.