اتهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، علي خامنئي، الولايات المتحدة الأمريكية باستغلال البرنامج النووي الإيراني كذريعة لمواجهة بلاده، مؤكدًا أن واشنطن منزعجة من “إيمان الشعب الإيراني وعلمه ووحدته”، وليس من قدراته التقنية أو النووية فقط.
وقال خامنئي، خلال مشاركته في مراسم إحياء ذكرى الأربعين لضحايا الحرب الأخيرة مع إسرائيل، اليوم الثلاثاء، إن هذه الحرب كشفت عن “قوة إيران ومتانة أسسها”، واعتبرها “فرصة لتجلي الإرادة الإيرانية وقدرتها في مواجهة التحديات”.

الحرب الأخيرة كشفت قوة إيران وإرادتها
وأضاف خامنئي أن الشعب الإيراني تمكّن خلال الأيام الـ12 الماضية من تحقيق “مفاخر عظيمة” أقرّ بها العالم، على حد تعبيره، مؤكدًا أن ما تم إنجازه في سياق الحرب الأخيرة مع إسرائيل يُعدّ دليلًا على “صمود الإيرانيين، وعزيمتهم، ويدهم المليئة”.
وأوضح أن كل هذه التطورات جعلت خصوم إيران “يشعرون بقوتها عن قرب”، معتبرًا أن هذه المرحلة تمثل اختبارًا حقيقيًا لمتانة النظام الإيراني وقدرته على الصمود في وجه الضغوط الدولية.
رفض التخلي عن مسار التقدم رغم “أنف الأعداء”
شدد المرشد الأعلى على أن الشعب الإيراني “لن يتخلى عن مسار تعزيز الإيمان وتوسيع المعارف المتنوعة”، مضيفًا أن “إيران قادرة، رغم أنف الأعداء، على الوصول إلى قمة التقدم والعزة”، واعتبر أن هذه المعركة ليست فقط سياسية أو عسكرية، بل “معركة هوية وثقافة”، هدفها النيل من القيم التي يتمسك بها الشعب الإيراني.
اقرأ أيضًا
الخارجية الفلسطينية تحذّر من مخطط “الضم التدريجي” لغزة.. خطوة ضمن مؤامرة التهجير وتقويض الدولة الفلسطينية
خامنئي: المشكلة الحقيقية ليست النووي بل وحدة إيران
وفي معرض تأكيده أن التخصيب النووي ليس جوهر الصراع مع الغرب، قال خامنئي: “العداء الأمريكي لا يتعلق بالتخصيب، بل بما هو أعمق من ذلك؛ إنهم يعادون إيمان الشعب الإيراني، وعلمه، ووعيه، ووحدته”.
ودعا خامنئي إلى مواصلة العمل من أجل تعزيز هذه الأسس الداخلية، معتبرًا أن صمود الشعب الإيراني ونجاحه في مواجهة التحديات الأخيرة هو الرد الحقيقي على تلك السياسات العدائية.
التوتر النووي والحرب مع إسرائيل
تأتي تصريحات خامنئي في وقت يشهد فيه الملف النووي الإيراني تصعيدًا ملحوظًا، بالتزامن مع توتر متصاعد بين طهران وتل أبيب، بعد اندلاع مواجهات مسلحة خلال الأسابيع الأخيرة، كما تتزايد الضغوط الغربية، وخاصة من الولايات المتحدة وأوروبا، بشأن أنشطة إيران النووية، وسط اتهامات لطهران بعدم التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وترى القيادة الإيرانية أن هذه الضغوط جزء من “حرب شاملة” تهدف إلى تقويض النظام السياسي والثقافي الإيراني، لا مجرد احتواء برنامج نووي.