في خطاب متلفز مساء الثلاثاء، أكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن التفاوض مع الولايات المتحدة لن يخدم مصالح طهران، معتبراً أن أي حوار من هذا النوع سينتهي إلى “طريق مسدود”، مشددا على أن إيران لن تستسلم للضغوط الغربية فيما يتعلق ببرنامجها النووي، وأنها لا تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية رغم استمرارها في تخصيب اليورانيوم بنسبة مرتفعة.
خامنئي: إيران تتمسك بحقها في تخصيب اليورانيوم
قال خامنئي إن بلاده رفعت نسبة التخصيب إلى 60% لتلبية الاحتياجات الوطنية في مجالات الزراعة والصناعة والدواء والطاقة، مضيفاً: “نحن من بين 10 دول فقط في العالم تمتلك القدرة على التخصيب، لكننا لا نملك سلاحاً نووياً ولن نمتلكه”.

وأكد أن مطالب الغرب بوقف التخصيب تعني “شطب جهود سنوات طويلة”، مشدداً على أن الشعب الإيراني سيرفض أي محاولة لإجباره على التراجع عن هذا الحق.
كما رفض المرشد الإيراني ما اعتبره محاولات لإدخال ملف البرنامج الصاروخي الإيراني ضمن المفاوضات النووية، قائلاً: “الطرف الآخر يريد إدخال الصواريخ في المفاوضات حتى لا نتمكن من الدفاع عن أنفسنا، وهذه التوقعات تدل على أنه لا يعرف الشعب الإيراني”، واعتبر خامنئي أن الدفاع عن القدرات الصاروخية “خط أحمر” لا يمكن التنازل عنه.
لاريجاني: الصواريخ قضية أمن قومي
بدوره، قال رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إن الولايات المتحدة اشترطت أن يقل مدى الصواريخ الإيرانية عن 500 كيلومتر، مضيفاً: “لا يمكن لأي إنسان غيور أن يقبل مثل هذا الشيء… شرط تحديد مدى الصواريخ بأقل من 500 كيلومتر يعني التخلي عن القدرة الدفاعية في مواجهة إسرائيل”.

وشدد لاريجاني على أن “الأمن القومي ليس مجالاً للمساومة”، لكنه لم يغلق الباب أمام المفاوضات، موضحاً: “إذا تم تقديم اقتراح عقلاني وعادل يحافظ على مصالح إيران فإننا سنقبله”.
اقرأ أيضًا:
مفاوضات أمنية بين سوريا وإسرائيل.. واشنطن تضغط للتوصل إلى اتفاق أمني خلال اجتماعات الأمم المتحدة
أوروبا تلوّح بـ”سناب باك”
في موازاة ذلك، تواصل إيران محادثاتها مع الترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) بشأن العقوبات، حيث قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عقب اجتماع في نيويورك إن بلاده ستواصل المشاورات مع جميع الأطراف المعنية.
وكشف لاريجاني أن فرنسا بعثت برسالة مفادها أن الترويكا “ستسحب طلب (سناب باك) إذا توصلتم إلى اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

لكن وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول اعتبر أن “فرص التوصل إلى حل دبلوماسي قبل تفعيل العقوبات باتت ضئيلة للغاية بعد سياسة المماطلة الإيرانية”، مضيفاً أن طهران “دأبت منذ سنوات على انتهاك التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الموقع في فيينا عام 2015”.
يأتي ذلك في وقت صوّت فيه مجلس الأمن الدولي الجمعة ضد مشروع قرار لتمديد إعفاء إيران من العقوبات. وبهذا القرار، من المقرر أن تعود الإجراءات العقابية التي فرضت بين عامي 2006 و2010 اعتباراً من الأحد المقبل، ما يعيد الضغوط الاقتصادية والسياسية على طهران إلى مستويات غير مسبوقة.