في أول ظهور علني له منذ اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل منتصف يونيو الماضي، شارك المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، مساء السبت، في احتفال ديني بمناسبة ليلة عاشوراء بالعاصمة طهران، وفق ما بثه التلفزيون الرسمي الإيراني.
ويأتي هذا الظهور بعد غياب استمر قرابة ثلاثة أسابيع عن الأنظار، في أعقاب تصاعد التوتر بين طهران وتل أبيب، وسلسلة من الضربات الجوية المتبادلة التي أودت بحياة عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين.

ظهور علني لـ خامنئي ورسائل سياسية
وبحسب وكالة “مهر” الإيرانية الحكومية، شارك خامنئي في الاحتفال إلى جانب حشد من الإيرانيين، وألقى كلمة أكد فيها أن إيران تمثل “محور جبهة المقاومة العالمية”، مشيرًا إلى ما وصفه بـ”الصهيونية العالمية” باعتبارها “المحور الرئيسي للجبهة الكاذبة”.
ووصفت وسائل الإعلام المحلية هذا الظهور بأنه رسالة رمزية قوية تهدف إلى طمأنة الداخل الإيراني بشأن سلامة المرشد، وإرسال إشارة تحدٍ إلى خصوم الجمهورية الإسلامية في الخارج.
رسائل إسرائيلية خلال الحرب
يُذكر أن غياب خامنئي عن المشهد العام خلال الحرب، التي استمرت 12 يومًا وانتهت بوقف لإطلاق النار يوم الثلاثاء الماضي، أثار العديد من التكهنات في الأوساط السياسية والإعلامية.
وكان كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد لمحا خلال فترة التصعيد إلى احتمال أن تكون حياة خامنئي “في خطر”، وسط حديث عن أن تغيير النظام في إيران قد يكون من مخرجات هذه الحرب.
وزير الدفاع الإسرائيلي: كنا سنغتال خامنئي لو أُتيح لنا
وفي تصريحات نارية عقب انتهاء المواجهات، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية، أن إسرائيل كانت ستغتال خامنئي لو توافرت الفرصة خلال الحرب.
اقرأ أيضًا:
تلغراف: إيران اخترقت قلب الدفاعات الإسرائيلية بضربات لم يُعلَن عنها.. وضربت 5 منشآت عسكرية
وقال كاتس: “لو كان خامنئي في مرمى نيراننا، لكنا قتلناه. لكنه كان مدركًا لذلك، فاختفى في أعماق الأرض، وقطع الاتصالات مع القادة الذين حلوا محل من جرى اغتيالهم، لذلك لم يكن من الممكن تنفيذ العملية”.
ظهور المرشد الأعلى يعيد ترتيب المشهد بعد الهدنة
يرى مراقبون أن الظهور العلني للمرشد الأعلى، في هذا التوقيت، يأتي في إطار استعادة الزخم السياسي الداخلي، بعد ضربة معنوية قوية تلقاها النظام الإيراني بفقدان عدد من قياداته العسكرية والعلمية.
كما يُفسر كمحاولة لتوجيه رسالة بأن رأس النظام لا يزال حاضرًا ومتماسكًا رغم الضغوط العسكرية والتهديدات المتواصلة من إسرائيل، مع استمرار التصعيد الإعلامي المتبادل بين الطرفين، حتى بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار.