أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن ملامح خطة عسكرية إسرائيلية تستهدف السيطرة التدريجية على مساحات واسعة من قطاع غزة خلال فترة تمتد من أربعة إلى خمسة أشهر، وهو ما قد يؤدي إلى نزوح نحو مليون فلسطيني من شمال ووسط القطاع إلى منطقة المواصي جنوبًا.

بدءًا من مدينة غزة ومخيمات الوسط
وبحسب ما أوردته صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإن الخطة تبدأ بالسيطرة على مدينة غزة ومخيمات اللاجئين في وسط القطاع، وهي مناطق مأهولة بكثافة وشهدت حتى الآن مقاومة عنيفة، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تأجيل توغله فيها سابقًا.
وتأتي هذه التحركات وسط قصف عنيف ومتواصل، في وقت تؤكد فيه التقديرات العسكرية الإسرائيلية أن هذه المناطق ملغمة بالكامل ومليئة بالكمائن.
المرحلة الأولى: إخلاء وتأسيس بنية تحتية مؤقتة
وفقًا للقناة 12 العبرية، فإن المرحلة الأولى من الخطة تتضمن إصدار إشعار إخلاء لسكان مدينة غزة، الذين يُقدَّر عددهم بمليون نسمة تقريبًا، لإتاحة المجال أمام الجيش لإنشاء بنية تحتية مدنية تشمل مستشفيات ومخيمات للإيواء، ومن المتوقع أن تستغرق هذه المرحلة عدة أسابيع، يعقبها هجوم بري شامل.
تفويض أمني لنتنياهو ووزير الدفاع
من المتوقع أن يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر مساء اليوم، إلى الحصول على تفويض عملياتي يسمح له ولوزير الدفاع إسرائيل كاتس، باتخاذ قرارات ميدانية بشأن تنفيذ الخطة.
وتشير التقارير إلى أن رئيس أركان الجيش إيال زامير، قدم عدة مقترحات لنتنياهو، من بينها خطة لاجتياح ما يقارب 20% من القطاع لم تُسيطر عليه إسرائيل حتى الآن.
بدائل مطروحة ومعارضة جزئية داخل الحكومة
ورغم أن نتنياهو قد يواجه معارضة من بعض الوزراء، أبرزهم وزير الخارجية جدعون ساعر، وزعيم حزب “شاس” أرييه درعي، إلا أن التقديرات تشير إلى إمكانية حصوله على أغلبية داخل المجلس الأمني لتمرير الخطة.
ومن بين البدائل المطروحة: تطويق المناطق المستهدفة وشن غارات مركزة مع منع دخول المساعدات، بدلاً من اجتياح بري كامل، إلا أن نتنياهو، وفق قناة 13 العبرية، رفض هذا الخيار.
خطة طويلة المدى: احتلال واستنزاف
تتضمن الخطة العسكرية مشاركة 4 إلى 5 فرق عسكرية، ويتوقع أن يستغرق التقدم نحو السيطرة على المناطق المستهدفة شهرين إلى ثلاثة أشهر، فيما قد تستغرق عملية تطهير الأنفاق ما يصل إلى عامين، وفق تقديرات الجيش.
وتشير تقارير إلى أن وزراء من اليمين المتطرف يدفعون نحو إعادة احتلال القطاع بالكامل وبناء مستوطنات إسرائيلية، وهو ما لا يدخل ضمن الأهداف المعلنة للحرب، لكنه يظل احتمالًا واردًا في سياق الخطة.
اقرأ أيضًا
شبكات الصيد.. سلاح أوكراني بدائي ضد الطائرات الروسية بدون طيار
ثمن باهظ متوقع: رهائن وضحايا وجنود
من أبرز التحديات المرتبطة بالخطة، وفق ما نقلته وسائل الإعلام العبرية:
-
مخاطر مقتل معظم الرهائن الأحياء المحتجزين في غزة، بسبب نيران صديقة أو العمليات العسكرية.
-
سقوط مئات الجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية.
-
تعبئة فورية لعشرات آلاف جنود الاحتياط، وإعادة نشر كافة الألوية النظامية في غزة.
-
استمرار القتال خلال الأعياد اليهودية المقبلة.
رسائل سياسية وتلميحات لاتفاق مع واشنطن
وبينما تشير قناة 12 إلى احتمال وجود إطار تفاوضي تقوده الولايات المتحدة يشمل إسرائيل وحماس، إلا أن فرص تطبيقه ضئيلة وفق التقديرات، ومع ذلك، فإن الضغط الميداني الحالي يُفهم في سياق محاولة فرض وقائع جديدة قبل أي تسوية.