أظهرت دراسة جديدة أن تناول 113 غرامًا من البيض أسبوعيًا يقلل خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 40%. وأن كبار السن الذين يتناولون بيضتين أسبوعيًا قد يكونون أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر.
وجد باحثون من بوسطن وواشنطن العاصمة وشيكاغو أن وجود العديد من العناصر الغذائية، وخاصة الكولين، في وجبة الإفطار الأساسية يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بهذا المرض المتفاقم.
دراسة: تكشف فوائد تناول 113 غرامًا من البيض
يُعد الكولين عنصرًا غذائيًا أساسيًا لنمو الكبد، ونمو الدماغ بشكل صحي، وحركة العضلات، والحفاظ على صحة الجهاز العصبي، وتحسين عملية الأيض.
في حين أشارت أبحاث سابقة إلى أن تناول البيض قد يدعم الأداء الإدراكي، فقد توصلت هذه الدراسة الجديدة إلى أن الكولين الموجود في البيض يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف المرتبط بمرض الزهايمر بنسبة 40%.
يُعتقد أن مرض الزهايمر ناتج عن تكوين لويحات تُنتجها خلايا البروتين في الدماغ، والتي تُتلف الخلايا وتقتلها. ولكن الآن، يعتقد العلماء أن الكولين قادر على حماية خلايا الدماغ من التلف والتلف، مما يقلل من خطر الإصابة بالمرض.
يُعد مرض الزهايمر أكثر أشكال الخرف شيوعًا، ويصيب بشكل رئيسي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
يعاني حاليًا أكثر من 7.2 مليون بالغ من هذه الفئة العمرية في الولايات المتحدة من هذه الحالة، ويموت أكثر من 100 ألف شخص بسببها سنويًا.
تحذر جمعية الزهايمر من احتمال إصابة ما يقرب من 13 مليون أمريكي بالمرض بحلول عام 2050.
تناول البيض وانخفاض خطر الإصابة بالزهايمر
في حين لا يوجد سبب واضح للمرض، يعتقد الخبراء أن حالات الزهايمر مرشحة للزيادة في المستقبل بسبب الطفرات الجينية وخيارات نمط الحياة، مثل الخمول البدني والنظام الغذائي غير الصحي والعزلة الاجتماعية.
لإيجاد الصلة بين تناول البيض وانخفاض خطر الإصابة بالزهايمر، حلل الباحثون بيانات 1024 شخصًا سليمًا من الخرف.
طُلب من المشاركين ملء استبيان معروف حول تواتر تناول الطعام، طُوّر في جامعة هارفارد، يُوثّق نظامهم الغذائي المعتاد خلال العام السابق، بما في ذلك عدد مرات تناولهم للبيض.
بعد إكمال الاستبيان، تابع الباحثون المشاركين لما يقرب من سبع سنوات، وخضعوا لتقييمات سنوية لعلامات الخرف المرتبط بالزهايمر.
قسّم العلماء هؤلاء المشاركين إلى أربع مجموعات بناءً على عدد مرات تناولهم للبيض: أقل من مرة واحدة شهريًا، من مرة إلى ثلاث مرات شهريًا، مرة واحدة أسبوعيًا، ومرتين أو أكثر أسبوعيًا.
ثم قُيّمت إجابات المتطوعين، بالإضافة إلى بيانات اختباراتهم الإدراكية، باستخدام نماذج إحصائية مختلفة. إلى جانب 1024 مشاركًا حيًا، تبرع 578 مشاركًا آخر بأدمغتهم لأغراض بحثية بعد الوفاة.
أتاحت عينات الدماغ هذه للعلماء تقييم ما إذا كان تناول البيض مرتبطًا بوجود علامات مرتبطة بالخرف. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان جميع المشاركين المتوفين يعانون من الخرف قبل وفاتهم.
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا البيض مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا كان معدل تشخيصهم بمرض الزهايمر السريري أقل مقارنةً بمن تناولوه نادرًا.
وبالتحديد، انخفض خطر الإصابة بخرف الزهايمر لدى الأشخاص الذين تناولوا البيض مرة واحدة أسبوعيًا أو مرتين أو أكثر أسبوعيًا بنحو النصف مقارنةً بمن تناولوا البيض أقل من مرة واحدة شهريًا.
كما كان لدى المشاركين الذين تناولوا البيض بشكل متكرر مستويات أعلى بكثير من الكولين مع مرور الوقت.
تقليل الكولين لخطر الإصابة بمرض الزهايمر
في حين أن هذه الدراسة الرصدية لم تتطرق بالتفصيل إلى كيفية تقليل الكولين لخطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة تصل إلى 40%، إلا أن العلماء افترضوا أن تأثيره الوقائي الشامل قد يلعب دورًا حاسمًا في حماية خلايا الدماغ من التلف.
الكولين عنصر غذائي أساسي لإنتاج الأستيل كولين، وهو ناقل عصبي يحافظ على ذاكرة الدماغ وقدرته على التعلم. كما يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على بنية أغشية الخلايا في الدماغ وحمايتها.
وأظهرت دراسات سابقة أن انخفاض مستويات الكولين في الدم يرتبط بارتفاع مستويات لويحات الأميلويد وتشابكات تاو في الدماغ – وكلاهما من الأسباب الرئيسية في تطور مرض الزهايمر.
تتشكل اللويحات والتشابكات عندما تتشابك بروتينات الأميلويد بشكل خاطئ وتلتصق ببعضها، مشكلةً كتلًا لزجة (لويحات)، وعندما تتشابك بروتينات تاو وتتشابك (تشابكات). تمنع هذه التراكمات السامة خلايا الدماغ، أو الخلايا العصبية، من إرسال الإشارات بشكل صحيح.
مع مرور الوقت، يمكن أن يُضعف هذا وظائف الدماغ ويؤدي إلى ضعف الذاكرة وضعف العضلات. إذا استمر هذا الاضطراب، فقد يُسبب تلفًا دائمًا في الدماغ، مما يؤدي إلى مرض الزهايمر.
مع تقدم المرض، قد يفقد المرضى القدرة على الكلام، أو رعاية أنفسهم، أو حتى الاستجابة للعالم من حولهم.
ومع ذلك، يعتقد الباحثون أن تناول البيض بانتظام يمكن أن يحافظ على مستويات الكولين في الجسم، مما يُساعد بدوره في الحفاظ على صحة خلايا الدماغ ومنع تكوين لويحات الأميلويد وتشابكات تاو.
هل ستجري الروبوتات المدربة بالذكاء الاصطناعي عمليات جراحية للبشر في المستقبل؟!
على الرغم من أن الكبد يُنتج الكولين بكميات قليلة، إلا أن الخبراء يُؤكدون على ضرورة تناول أطعمة مثل صفار البيض والأسماك وفول الصويا والبقوليات للحفاظ على المستويات المطلوبة من هذا العنصر الغذائي في الجسم.
ووفقًا للمعهد الوطني للصحة، تحتاج النساء البالغات (فوق سن 19 عامًا) إلى استهلاك حوالي 425 مليغرامًا من الكولين يوميًا، بينما يحتاج الرجال البالغون إلى استهلاك 550 مليغرامًا منه يوميًا.
تحتوي بيضة مسلوقة كبيرة على حوالي 147 مليغرامًا من الكولين، بينما يحتوي نصف كوب من فول الصويا المحمص على حوالي 107 مليغرامات منه.
من ناحية أخرى، تحتوي ثلاث أونصات من كبد البقر المقلي على حوالي 356 مليغرامًا من الكولين، بينما تحتوي ثلاث أونصات من سمك القد الطازج المطبوخ على 71 مليغرامًا فقط من هذا العنصر الغذائي.