كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة تشونغتشينغ الطبية في الصين عن دور حاسم لجين XPR1 في تعزيز نمو وانتشار سرطان المبيض، أحد أكثر أنواع السرطان صعوبة في التشخيص والعلاج. ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة “Genes & Diseases” بتاريخ 24 يونيو الجاري، وكتب عنها موقع “يوريك أليرت” العلمي.
دراسة: زيادة التعبير الجيني وارتباطه بمراحل متقدمة للمرض
ووفقًا للدراسة، يُظهر الجين XPR1 تعبيرًا مرتفعًا في أنسجة سرطان المبيض مقارنة بالأنسجة السليمة، ويرتبط هذا النشاط الجيني المتزايد بمراحل متقدمة من السرطان، وانخفاض معدل البقاء على قيد الحياة الكلي، وكذلك البقاء من دون تطور المرض.
وأكدت التجارب المعملية أن إسكات الجين XPR1 أدى إلى انخفاض ملحوظ في قدرة خلايا السرطان على التكاثر والانتشار، بينما أدى الإفراط في التعبير عنه إلى تعزيز هذه العمليات، مما يدعم دوره المحوري في تحفيز نمو الورم.
تفاعل مع LAMP1 وتأثير على آليات الالتهام الذاتي
حددت الدراسة أيضًا تفاعل XPR1 مع بروتين LAMP1، وهو بروتين غشائي رئيسي في الليزوزوم (عضية مسؤولة عن تحطيم المواد داخل الخلية)، مما يشير إلى أن XPR1 يلعب دورًا في تنظيم عملية الالتهام الذاتي (Autophagy)، لا سيما في مراحلها المبكرة.
وقد لاحظ الباحثون أن إسكات XPR1 أدى إلى زيادة نشاط الالتهام الذاتي وتكوين الليزوزومات، في حين أن الإفراط في التعبير عنه أدى إلى تثبيط هذه العمليات الحيوية.
دور في التهرب المناعي وعلاقة بجزيئات MHC-I
من بين النتائج اللافتة، أن الجين XPR1 يساهم في التهرب المناعي للخلايا السرطانية من خلال تنظيم جزيئات معقد التوافق النسيجي الرئيسي من الصنف الأول (MHC-I)، وهي بروتينات تساعد الجهاز المناعي، وتحديدًا الخلايا التائية القاتلة، في التعرف على الخلايا غير الطبيعية.
وقد أظهرت الدراسة أن الجمع بين إسكات XPR1 واستخدام دواء الكلوروكين، المثبط لعملية الالتهام الذاتي، أدى إلى زيادة ظهور MHC-I على سطح خلايا سرطان المبيض، مما جعلها أكثر عرضة لهجوم الخلايا المناعية.
نتائج واعدة في النماذج الحيوانية
اختبر الفريق البحثي هذه الآلية على نماذج فئران مصابة بسرطان المبيض، حيث أدى العلاج المركب (إسكات XPR1 + الكلوروكين) إلى انخفاض نمو الأورام بشكل كبير، ما يدعم إمكانية استخدام هذه الإستراتيجية ضمن خطط العلاج المناعي مستقبلاً.
مستقبل العلاج: الجمع بين الجزيئات المستهدفة والمناعة
تؤسس هذه الدراسة لمسار علاجي واعد يجمع بين استهداف جزيئات جينية محددة مثل XPR1 وتحفيز الجهاز المناعي عبر تعديل مسارات الالتهام الذاتي. ويعد هذا التوجه حلاً محتملاً لتجاوز العقبات التي تواجه العلاجات المناعية التقليدية، خاصة في السرطانات المقاومة مثل سرطان المبيض.