أظهرت دراسة حديثة أن الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل مخططات كهربية القلب على المدى الطويل، وهو ما يعد خطوة كبيرة في مجال الرعاية الصحية.

الذكاء الاصطناعي أكثر دقة في مراقبة إيقاع القلب
وتشير الدراسة، التي نُشرت في دورية نيتشر ميديسن، إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في مراقبة إيقاع القلب يُظهر نتائج أكثر دقة وفعالية مقارنة بالفنيين البشريين.
تحديات تحليل بيانات القلب على المدى الطويل
يتعرض قلب الإنسان لضغط مستمر طوال اليوم حيث ينبض حتى 120 ألف مرة في اليوم الواحد.
مما يجعل تحليل البيانات الناتجة عن هذه النبضات، مثل مخططات كهربية القلب، عملية معقدة تتطلب وقتًا طويلًا ودقة عالية.
اقرأ أيضًا
إيلون ماسك يكشف عن النسخة الأحدث من «غروك 3» في عرض حي
ومن خلال تتبع إيقاع القلب لعدة أيام أو أسابيع، تُجمع كميات ضخمة من البيانات، التي تحتاج إلى تحليل مستمر ودقيق.
ولذلك، كان هناك حاجة كبيرة لتحسين أساليب المراقبة التي تعتمد على تقنيات حديثة لتجاوز القيود التقليدية.
الدراسة تعتمد على بيانات واسعة
استخدم الباحثون في هذه الدراسة بيانات مسجلة من 14606 مريضًا كانوا قد ارتدوا أجهزة رسم القلب لمدة 14 يومًا في المتوسط.
تم في البداية تحليل البيانات بواسطة فنيين بشريين باستخدام الطرق التقليدية، ثم أُعيد تحليلها باستخدام الذكاء الاصطناعي المتقدمة المعروفة باسم ديب ريذم إيه.آي، التي طُورت خصيصًا لهذه المهمة من قبل شركة ميديكال لوجريذميكس البولندية.
تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر
وخلصت الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي أظهر نتائج أكثر دقة في رصد الحالات المرضية.
حيث كشف عن عدم انتظام ضربات القلب الحاد في 0.3% فقط من الحالات مقارنة بـ 4.4% عند تحليلها من قبل الفنيين البشر.
علاوة على ذلك، أظهر النظام الذكي قدرته على استبعاد هذه الاضطرابات القلبية الشديدة بدقة تصل إلى 99.9% في حالات المراقبة التي استمرت لمدة 14 يومًا.
فوائد الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية
وقالت ليندا جونسون، الباحثة الرئيسية في الدراسة وأستاذة في جامعة لوند في السويد، إن نقص الفنيين المدربين على إجراء تحليلات دقيقة لمخططات كهربية القلب يُشكل تحديًا كبيرًا في العديد من الدول حول العالم.
وأضافت أن زيادة مدة التسجيلات، مثل رسم القلب أثناء المشي، سيساهم بشكل كبير في تحسين التشخيص والعلاج، ولن يتحقق ذلك إلا باستخدام تقنيات الذكاء.
مستقبل الطب
أكدت جونسون أن الذكاء الاصطناعي سيكون حلاً فعالًا لهذه المشكلة المتنامية، حيث يمكن أن يسهم بشكل كبير في تعزيز الدقة وتقليل عبء العمل على الممارسين الصحيين.
وأضافت: “نعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل هذه المشكلة ويوفر رعاية طبية أفضل وأكثر فعالية للمرضى.”