يحذر العلماء من أن تراكم الدهون الزائدة حول البطن، حتى لو لم تكن تعاني من زيادة الوزن، قد يُضعف قوتك ويقصر عمرك دون سابق إنذار.

وجدت دراسة حديثة أن الأشخاص ذوي الخصر السميك مقارنةً بطولهم أو محيط أردافهم أكثر عرضة لصعوبات الحركة مع تقدمهم في السن، ويواجهون خطرًا أكبر للوفاة المبكرة.

دراسة: دهون البطن تحدد عمرك 

قال الباحثون إن الأمر لا يتعلق بوزنك، بل بمكان تراكم الدهون. ودهون البطن تُعتبر مؤشرًا خطيرًا على جسمك.

أجرى فريق من العلماء الإيطاليين اختبارًا على 10,690 بالغًا على مدار ست سنوات باستخدام اختبار بسيط للجلوس والوقوف، أُجري خمس مرات من على كرسي.

كتبت الدكتورة إيلينا ليفاتي، الباحثة الرئيسية والجراحة في مؤسسة مستشفى جامعة أغوستينو جيميلي في إيطاليا: “يمكن أن يساعد هذا في تحديد الأشخاص المعرضين للخطر قبل ظهور مشاكل أكثر خطورة”.

وجدت الدراسة أن الأشخاص أكثر عرضة بنسبة 28% لصعوبة الحركة إذا كان محيط خصرهم عريضًا مقارنةً بمحيط وركهم، وأكثر عرضة بنسبة 32% إذا كان محيط خصرهم كبيرًا جدًا بالنسبة لطولهم، بغض النظر عن وزنهم أو أعمارهم.

ووفقًا لتقرير صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يُصنف حوالي 40.3% من البالغين في الولايات المتحدة على أنهم يعانون من السمنة، أي أكثر من 100 مليون شخص.

محيط الأرداف من عوامل تحديد عمرك

ويقول مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن دهون البطن، وخاصةً تلك التي تتراكم حول الأعضاء، تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وداء السكري من النوع الثاني والوفاة المبكرة.

ركزت الدراسة المنشورة في مجلة Aging على رقمين، هما نسبة الخصر إلى الورك (WHR) ونسبة الخصر إلى الطول (WHtR).

ويشير الخبراء إلى أن نسبة الخصر إلى الورك (WHR) ونسبة الخصر إلى الطول (WHtR) قد استُخدمتا في التجارب السريرية لسنوات لتحديد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.

ومع ذلك، استكشفت الدراسة الحديثة علاقة نسبة الخصر إلى الورك بتدهور العضلات المرتبط بالعمر، واختبرت مدى سرعة تدهور وظيفة عضلات المريض مع التقدم في السن.

جمع الباحثون قياسات محيط الخصر والورك للمشاركين، وطلبوا منهم إكمال استبيانات حول نظامهم الغذائي وممارستهم الرياضية، وأخذوا عينات دم للتحقق من مستويات الكوليسترول والجلوكوز.

اكتشف الباحثون أن حوالي 71% من الرجال و53% من النساء لديهم نسب محيط خصر إلى طول محفوفة بالمخاطر. وبالنسبة لنسب محيط الخصر إلى الورك، كان لدى 61% من الرجال و39% من النساء نتائج غير صحية.

خلال الاختبار، تم توقيت المشاركين أثناء وقوفهم وجلوسهم من الكرسي خمس مرات. في المتوسط، استغرقت النساء 7.9 ثانية لإكمال الاختبار، بينما استغرق الرجال 7.6 ثانية، وكلاهما ضمن المعدل الطبيعي لفئاتهم العمرية.

مع ذلك، وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم نسب محيط خصر إلى طول أكبر أو نسبة محيط خصر إلى طول أكبر كان أداؤهم أسوأ باستمرار في هذا الاختبار. حتى بعد تعديل الوزن والعمر وعوامل أخرى، كان هؤلاء المشاركون أكثر عرضة لإظهار علامات تراجع القدرة البدنية.

على الرغم من أن تجاوز مدة التمرين 10.8 ثانية يُعدّ عادةً علامة تحذيرية على الضعف أو الإعاقة، إلا أن الباحثين وجدوا أن بطء الأداء لدى الأفراد ذوي نسب دهون البطن العالية يُشير إلى احتمال تأثر وظائفهم العضلية، حتى لو لم يتجاوزوا عتبة الخطر هذه بعد.

ووجدت دراسة أخرى نشرتها المعاهد الوطنية للصحة (NIH) أن كبار السن، الذين يعانون من سمنة البطن وضعف قبضة اليد، يواجهون خطر الوفاة لأي سبب ضعفًا.

يُبرز هذا المزيج تسارع الشيخوخة وزيادة التعرض للضعف والإعاقة والوفاة المبكرة.

وقال الباحثون إن السبب الجذري لهذه المشكلة قد يكون الدهون الحشوية، وهي نوع من دهون الجسم تُخزّن في أعماق منطقة البطن، وتُحيط بالأعضاء الحيوية مثل الكبد والأمعاء والمعدة.

ولأن الدهون الحشوية تُحيط بالأعضاء، فقد ارتبطت بالالتهابات، وضعف جودة العضلات، وهشاشة العضلات، وهي حالة تتراجع فيها قوة العضلات مع التقدم في السن.

دراسة نشرت في المعاهد الوطنية للصحة

وفقًا لبيانات المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية (NHANES)، يعاني ما يقرب من 50% من البالغين الأمريكيين من مقاسات خصر غير صحية مرتبطة بزيادة دهون البطن.

وفقًا للخبراء، يمكن أن يؤثر هذا النوع من تراكم الدهون بشكل طفيف على توازنك وقدرتك على التحمل، وحتى على كيفية عمل قلبك ورئتيك أثناء التمرين.

وأضافوا أنه على عكس وزن الجسم أو مؤشر كتلة الجسم (BMI)، الذي قد يكون مضللًا في بعض الأحيان، فإن نسب الخصر هذه تعطي صورة واضحة، حيث أن الشخص ذو مؤشر كتلة جسم طبيعي قد يحمل دهون بطن خطيرة.

اقرا ايضا:

طفل7 سنوات يكاد يموت بعد ابتلاعه مغناطيسات بلعبة خطيرة

ووجدت الدراسة أيضًا أن نسبة الخصر إلى الطول كانت مؤشرًا أفضل من نسبة الخصر إلى الورك. كانت أكثر دقة لكل من الرجال والنساء، وكانت أكثر فعالية بغض النظر عن العمر.

في الواقع، قد يكون مجرد قياس خصرك ومقارنته بطولك أبسط طريقة لمعرفة ما إذا كانت حركتك في خطر في المستقبل.

ولاختبار نسبة الخصر إلى الطول ميزة أخرى، فهو سريع ومنخفض التكلفة ولا يتطلب زيارة مختبر أو طبيب.

مع أن الدراسة ركزت على الأداء البدني، إلا أن تداعياتها تتجاوز ذلك. فقد ارتبط ضعف الحركة بارتفاع معدلات الوفيات، وحالات الاستشفاء، وانخفاض جودة الحياة.

وجدت دراسة نشرت في المعاهد الوطنية للصحة في عام 2023 أن كبار السن الذين لديهم محيط خصر مرتفع كانوا أكثر عرضة للإصابة بالإعاقة في غضون خمس سنوات، حتى عندما ظل وزنهم الإجمالي مستقراً.