أحيت الفنانة اللبنانية ديانا حداد، واحدة من أجمل أمسيات مهرجان “موازين.. إيقاعات العالم”، حيث اعتلت منصة “النهضة” وسط حضور جماهيري ضخم قدّر بالآلاف، اجتمعوا للاحتفال بصوتها الذي شكّل جزءًا من ذاكرتهم الفنية على مدار سنوات طويلة، في ليلةٍ وصفها الجمهور والمشاركون بـ”الاستثنائية”، غنّت ديانا بحب وشغف، مقدّمةً توليفة من أبرز أغانيها القديمة والجديدة، لتصنع مشهدًا موسيقيًا متكاملاً جمع بين الإحساس والطاقة.

قفطان مغربي ورسالة محبة من القلب
ظهرت ديانا حداد، على المسرح بإطلالة مغربية لافتة، حيث ارتدت قفطانًا تقليديًا أنيقًا اختارته بعناية، كتحية منها إلى الثقافة المغربية التي تكنّ لها احترامًا خاصًا، مؤكدةً أن الملابس كانت أول وسيلة تواصل مع جمهورها المغربي الكبير.
عبّرت ديانا في تصريحات لها عن سعادتها الغامرة بهذا اللقاء، قائلة: “كنت متشوقة جدًا للقاء الجمهور المغربي والعربي في الحفل، وسعادتي لا توصف، عشت معهم ليلة لا تُنسى، وشعرت بدفء محبتهم خلال الحفل وبعده عبر مواقع التواصل، أكنّ لهم كل التقدير والاحترام”.
برنامج غنائي منوّع يبث الطاقة والحيوية
حرصت النجمة اللبنانية على تقديم باقة مختارة من الأغاني التي تراعي مزاج الجمهور وتنوع أذواقه، حيث دمجت بين الأغاني المعروفة التي يحبها جمهورها، وبين الأعمال الجديدة التي تحمل نبضًا عصريًا.
قالت ديانا عن ذلك: “اخترت برنامجًا متنوعًا، يضم الأغاني المُبهجة التي تبث الطاقة في الجمهور وتدفعهم للتفاعل، كما حاولت أن أجعل الحفل شبيهًا بالجمهور، ويعبر عنهم، ليشعروا بأنهم جزء منه”.
مفاجأة الحفل: ديو مرتجل مع الدوزي يشعل المسرح
من أبرز لحظات الحفل وأكثرها إثارة كانت المفاجأة التي فاجأت بها ديانا حداد جمهورها، حين دعت النجم المغربي الدوزي للصعود إلى المسرح، حيث قدّما سويًا أداءً مشتركًا لأغنيتهما “اهدى حبة”.
وعن كواليس هذه اللحظة، كشفت ديانا: “كانت مفاجأة رائعة، خاصة أن أغنية (اهدى حبة) لم تكن ديو في الأساس، لكنها أصبحت كذلك مع الوقت بعد أن أضفت جزءًا باللهجة المغربية والإسبانية، الدوزي صديق عزيز وشهادتي فيه مجروحة، أحب العمل معه، وأتطلع إلى تكرار هذه التجربة الناجحة”.
ديانا والتجديد الموسيقي
عُرفت ديانا حداد خلال السنوات الأخيرة بتوجهها نحو أنماط موسيقية جديدة، في إطار سعيها الدائم لتقديم ما يختلف عما سبق، وفي هذا السياق، أوضحت: “أنا لا أحب أن أكرر نفسي، أميل دائمًا إلى التجديد، وأؤمن بأن العمل الفني يجب أن يكون متناسقًا مع صوتي وشخصيتي. لا أؤمن بالجمود، وأكره الروتين، وأبحث دائمًا عن هوية فنية متجددة”.
بين الذكاء الاصطناعي والسوشيال ميديا.. الحضور يجب أن يكون بحدود
لم تغفل ديانا حداد، الحديث عن التغيرات التي طرأت على الساحة الفنية في ظل تنامي دور السوشيال ميديا والذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أهمية استيعاب هذه الأدوات واستخدامها بشكل متوازن.
قالت: “التكنولوجيا قرّبتنا من جمهورنا بطريقة غير مسبوقة، وهذا أمر إيجابي، لكن المبالغة في الظهور قد تفقد الفنان بريقه، كل شيء يجب أن يتم بحدود، الذكاء الاصطناعي أيضًا هو لغة جديدة يجب أن نفهمها ونتفاعل معها بذكاء لنستفيد من مزاياها ونتجنب أضرارها”.
لماذا تفضّل الأغاني المنفردة على الألبومات؟
في ظل التحولات التي طرأت على سوق الموسيقى والإنتاج، أصبحت الأغنية المنفردة الخيار الأرجح للعديد من الفنانين، وعلى رأسهم ديانا حداد، التي أوضحت موقفها قائلة: “لست ضد الألبوم، لكن واقع اليوم يفرض نفسه، الأغنية المنفردة تنتشر بشكل أسرع وتحقق حضورًا أقوى، بينما الألبوم يتطلب مجهودًا كبيرًا، ومع ذلك لا يلقى منه الجمهور إلا أغنية أو اثنتين، ويُظلم الباقي”.
توازن بين الفن والحياة: “أبحث عن السلام الداخلي”
رغم انشغالها بالحفلات والرحلات الفنية، تحرص ديانا على الحفاظ على نمط حياة متوازن، حيث توفّر لنفسها وقتًا لممارسة الرياضة، وتدريب صوتها، والجلوس مع عائلتها وأصدقائها، وعن ذلك تقول: “أحب أن أعيش بهدوء مع من أحب، وأبحث دائمًا عن السلام الداخلي وأحاول الحفاظ عليه، أنا إنسانة طموحة بطبعي، وأسعى للاستمرار في النجاح، لكن بهدوء واتزان”.
ديانا حداد.. فنانة تُجيد الإصغاء لنبض جمهورها
تثبت ديانا حداد، في كل ظهور أنها فنانة تُجيد الإصغاء لنبض جمهورها، وأنها قادرة على التجديد دون أن تفقد هويتها الفنية، بين إطلالتها المغربية، وأدائها الذي جمع الإحساس والحيوية، وتفاعلها مع الجمهور بكل حب، بدت ديانا في مهرجان موازين أكثر من مجرد فنانة على المسرح.. بل كانت قصة نجاح تُروى في صوت.
اقرأ أيضًا
“فرانكشتاين الصغير”.. مسلسل جديد يعيد إحياء كوميديا ميل بروكس الكلاسيكية
تفاصيل أحدث الأعمال ديانا حداد
أحدث أعمال الفنانة ديانا حداد، أغنية “هوى الطايف“ التي أطلقتها مؤخرًا كهدية لجمهورها، كما أصدرت في الصيف الماضي أغنية “الناس الحلوة” باللهجة المصرية، وهي أغنية تتناسب مع الأجواء الصيفية.