فلسطين.. أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، أن مؤتمر الأمم المتحدة حول إحياء مسار حل الدولتين يجب أن يكون “نقطة تحول حقيقية تُترجم الأقوال إلى أفعال”، داعيًا إلى تحرك دولي جاد لإنهاء الاحتلال وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والسيادة.

أضاف رئيس الوزراء الفلسطيني في المؤتمر الدولي الذي عقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، شدد مصطفى على أن إقامة الدولة الفلسطينية “الحرة والمتطورة وذات السيادة” ليست مجرد مطلب وطني بل ضرورة لتحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي، مضيفًا أن “الاعتراف بدولة فلسطين هو استثمار في السلام والأمن والاستقرار العالمي”.
اقرأ أيضًا
أزمة سياسية تهدد حكومة نتنياهو بعد إدخال مساعدات إلى غزة
رئيس الوزراء الفلسطيني يدعو لتسليم غزة للسلطة الفلسطينية
في خطوة لافتة، دعا مصطفى حركة حماس إلى إلقاء السلاح والتخلي عن السيطرة على قطاع غزة، مؤكدًا ضرورة تسليم القطاع إلى السلطة الفلسطينية لإعادة الأمن وإعادة الإعمار بعد الدمار الكبير الذي خلفته الحرب الأخيرة.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني: “ينبغي على إسرائيل الانسحاب الكامل من قطاع غزة، وعلى حماس أن تسلم السلاح وتترك إدارة القطاع للسلطة الوطنية، ونحن مستعدون لتولي المسؤولية كاملة هناك”.
كما أشار إلى أن “حرب الإبادة في غزة يجب أن تتوقف فوراً”، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لإنهاء المأساة الإنسانية الجارية.
غوتيريش: لا بديل عن حل الدولتين
من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق دون قيام دولة فلسطينية مستقلة، مجددًا التزام الأمم المتحدة الكامل بدعم هذا الحل.
وشدد غوتيريش على أن “لا بديل عن حل الدولتين”، واصفًا إقامة الدولة الفلسطينية بأنه “حق لا يمكن إنكاره”. وأضاف: “طرد الفلسطينيين من أرضهم لا يمكن أن يُعتبر سلامًا”، مؤكدًا أن “الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني ويجب أن ينتهي”، داعيًا تل أبيب إلى الالتزام بحل الدولتين “دون شروط مسبقة”.
كما أشار الأمين العام إلى أن السلطة الفلسطينية قد بدأت باتخاذ خطوات إصلاحية مهمة، يجب أن تحظى بدعم دولي لتقوية مؤسساتها.
زخم دولي للاعتراف بفلسطين
ويأتي المؤتمر في ظل تحركات دولية متزايدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستُقدم على هذه الخطوة رسميًا في سبتمبر المقبل. وقد كشف وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو أن عددًا من الدول الغربية الأخرى تعتزم الإعلان عن مواقف مشابهة قريبًا.
ويُشار إلى أن ما لا يقل عن 142 دولة من أصل 193 دولة عضوة في الأمم المتحدة تعترف حاليًا بدولة فلسطين، التي أعلنت رسميًا عام 1988، وفقًا لتعداد أجرته وكالة “فرانس برس”.
دعم سعودي لحل الدولتين
بدوره، أكد وزير الخارجية السعودي خلال كلمته في المؤتمر، أن “حل الدولتين هو مفتاح استقرار المنطقة”، داعيًا إلى تحرك دولي جاد لإحياء هذا المسار وتوفير الضمانات اللازمة لنجاحه.