شدد رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، الأحد، على أن بلاده لن تقدم تنازلات سهلة في محادثاتها التجارية الجارية مع الولايات المتحدة، في ظل ضغوط أميركية متصاعدة وتهديدات بفرض رسوم جمركية مرتفعة، وذلك قبل أيام من انتهاء مهلة التفاوض الرسمية المقررة في 9 يوليو الجاري.

رئيس الوزراء الياباني يتخذ موقف حازم
وفي حديثه ضمن برنامج حواري تلفزيوني محلي، قال إيشيبا:”لن نتنازل بسهولة. لهذا السبب يستغرق الأمر وقتاً، ولهذا السبب المفاوضات صعبة”.
اقرأ أيضًا
أسعار النفط تتراجع وسط عطلة أمريكية وترقب لاجتماع أوبك+
تصريحات رئيس الوزراء الياباني تأتي في وقت حساس تحاول فيه طوكيو التوصل إلى اتفاق لتجنب فرض رسوم جمركية أميركية مرتفعة قد تصل إلى 35% على السلع اليابانية، وهو ما من شأنه أن يلحق أضراراً كبيرة بالاقتصاد الياباني وبالعلاقات التجارية بين البلدين.
تهديدات ترامب
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن سابقاً عزمه على فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على واردات معظم شركاء بلاده التجاريين، بما في ذلك اليابان، لكنه أوقف تنفيذ هذه الرسوم مؤقتاً لإفساح المجال أمام المفاوضات.
وهدد ترامب لاحقاً بتطبيق رسوم أعلى، قائلاً:”سأوجّه رسالة لليابان. عليهم أن يدفعوا 30 في المئة أو 35 في المئة أو أي رقم نحدده”، واصفاً العلاقة التجارية الثنائية مع اليابان بأنها غير منصفة من وجهة نظره.
محادثات دبلوماسية مكثفة
في إطار المساعي اليابانية لتفادي هذه الإجراءات العقابية، أجرى ريوسي أكازاوا، مبعوث طوكيو التجاري، اتصالات هاتفية مع وزير التجارة الأميركي هاورد لوتنك يومي الخميس والسبت.
ورغم كثافة الاتصالات، لم يتم حتى الآن الإعلان عن اتفاق رسمي.
اليابان: لسنا كغيرنا من الدول
في تصريحاته، شدد إيشيبا على أهمية العلاقة الاقتصادية بين البلدين، مشيراً إلى أن اليابان تُعدّ أكبر دولة مستثمرة في الولايات المتحدة، وتسهم بشكل مباشر في توفير آلاف الوظائف داخل الاقتصاد الأميركي.
وأضاف:”ما هو الأمر غير المنصف؟ وهو غير منصف من أي ناحية؟ علينا دراسة هذه المزاعم واحدة تلو الأخرى”.
كما تابع قائلاً:”نحن حلفاء، لكن علينا أن نقول ما ينبغي قوله. نحن مختلفون عن باقي الدول”.
استعداد كامل لجميع السيناريوهات
وفي برنامج حواري آخر بُثّ يوم الأحد، أكد إيشيبا أن الحكومة اليابانية تستعد للتعامل مع جميع الاحتمالات، في إشارة إلى احتمالية فشل المفاوضات، مضيفاً أن طوكيو لا تستبعد أي خيار في ظل استمرار الضغوط الأميركية.
مع اقتراب الموعد النهائي يوم الأربعاء المقبل (9 يوليو)، تبقى الأنظار موجهة نحو طوكيو وواشنطن لمعرفة ما إذا كان الطرفان سينجحان في تفادي أزمة تجارية محتملة قد تكون لها تبعات سلبية على الاقتصادين، وربما على التحالف السياسي بين البلدين أيضاً.