أكد رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون، خلال كلمته في مؤتمر القمة العربية الإسلامية الطارئة المنعقدة في الدوحة، أن مشاركة لبنان في القمة ليست مجرد خطوة تضامنية شكلية، بل تعبير عن تضامن عميق وفاعل مع نفسه ومع قضايا الأمة، في مواجهة ما وصفه بـ”العدوان الممنهج”.
أي اعتداء على قطر هو اعتداء على لبنان
أوضح عون أن أي اعتداء على دولة شقيقة يمثل “اعتداء مباشراً على لبنان”، مشدداً على خصوصية قطر التي قال إنها تمثل قلباً نابضاً للمنطقة، ودوراً ورسالة في دعم الحوار والوساطة.
اقرأ أيضًا
الرئيس السيسي: إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء وتسعى لاستباحة المنطقة
الاعتداء يستهدف فكرة التفاوض
وأشار الرئيس اللبناني إلى أن الهدف الحقيقي من الاعتداء الأخير على الدوحة لم يكن مجموعة أشخاص، وإنما محاولة لتصفية فكرة الوساطة والتفاوض، مضيفاً أن “العمل الإرهابي لا يكتفي بإيذاء الضحايا المباشرين، بل يسعى إلى ترهيب من يبقى حيّاً وتعطيل إرادته ودفعه إلى مسارات لم يخترها”.
الأبرياء في غزة وسوريا ولبنان
وشدد عون على أن الرسالة من وراء هذا العدوان تتجاوز حدود قطر، إذ تأتي في وقت تتواصل فيه الاعتداءات على المدنيين في غزة وسوريا ولبنان، محذراً من أن لغة الشجب والإدانة لم تعد كافية، بعدما أرهقت شعوب المنطقة لعقود طويلة. ودعا إلى خطوات عملية لحماية المبادئ والقيم التي يجسدها الحوار والوساطة.
قمة استثنائية في الدوحة
وانطلقت القمة الطارئة، الإثنين، في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة عدد من القادة والزعماء العرب والمسلمين، لبحث سبل الرد على الهجوم الإسرائيلي على الأراضي القطرية. وكان القصف الإسرائيلي قد استهدف، الثلاثاء الماضي، منطقة سكنية في الدوحة، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص بينهم ضابط أمن قطري.
إدانات عربية ودولية واسعة
من جانبه، قال أمين عام الجامعة العربية إن العدوان الإسرائيلي على قطر “فاق كل الحدود”، في حين أعربت عواصم عربية وإسلامية عن تضامنها الكامل مع الدوحة. كما أثار الهجوم إدانة دولية واسعة، شملت انتقاداً نادراً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وصف قطر بالحليف المهم للولايات المتحدة، محذراً إسرائيل من التسرع في استهداف الوسطاء.
وتلعب قطر، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، دوراً محورياً في الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة. ويرى مراقبون أن استهدافها يعكس محاولة لإضعاف جهود الوساطة، وجر المنطقة إلى مزيد من التصعيد بدل فتح آفاق للحوار والسلام.
