في خطوة غير مسبوقة على مستوى الدبلوماسية الأميركية، قام رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، يوم الإثنين، بزيارة إلى مستوطنة أرئيل الواقعة في الضفة الغربية المحتلة، ما يُعد أول زيارة من نوعها لمسؤول بهذا المستوى الرفيع إلى المستوطنات الإسرائيلية، بحسب ما أفاد به موقع “أكسيوس” الأميركي.
تأتي هذه الزيارة ضمن برنامج خاص نظمته مجموعة مناصرة لإسرائيل، في وقت يتصاعد فيه التوتر السياسي والدولي بشأن ملف الاستيطان، وتُبرز الزيارة موقفًا متقدمًا في دعم الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين من قِبل أحد أبرز قيادات الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة.

رئيس مجلس النواب الأمريكي: الضفة الغربية خط المواجهة
خلال زيارته لمستوطنة أرئيل، التقى مايك جونسون بعدد من كبار أعضاء المجلس الإقليمي للمستوطنات، وأدلى بتصريحات اعتبرت مثيرة للجدل، حيث قال:
“الضفة الغربية هي خط المواجهة لدولة إسرائيل، ويجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ منها، حتى لو رأى العالم خلاف ذلك، فنحن ندعمكم”.
وتمثل هذه التصريحات تحولاً لافتًا في موقف أحد أعلى المسؤولين التشريعيين في الولايات المتحدة، وتضع علامات استفهام حول موقف الإدارة الأميركية من القضية الفلسطينية وملف السلام في الشرق الأوسط.
ردود فعل وتحليلات: زيارة نادرة لمسؤول أميركي رفيع
وفقًا لموقع “أكسيوس”، فإن زيارات المستوطنات الإسرائيلية من قبل أعضاء الكونغرس ليست بالأمر الجديد، خاصة من قبل الجمهوريين، إلا أن زيارة رئيس مجلس النواب تُعد نادرة للغاية وتشكل سابقة دبلوماسية قد تترك آثارًا سياسية ودولية بعيدة المدى.

وقد أكد الناشط الجمهوري الأميركي-الإسرائيلي مارك زيل أن: “رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون هو المسؤول الأميركي الأرفع رتبة الذي يزور مستوطنات الضفة الغربية”، مضيفًا أن جونسون قال خلال اللقاء: “هذه المنطقة ملكية شرعية للشعب اليهودي”.
برنامج الزيارة.. لقاءات مع مسؤولين ومراكز إغاثية في غزة
تشير مصادر مطلعة إلى أن زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي لإسرائيل والضفة الغربية ستستمر حتى 10 أغسطس الجاري، وهو ما يجعلها أطول من المعتاد لمثل هذه الزيارات الرسمية. كما يتضمن جدول زيارته المرتقب:
اقرأ أيضًا:
أزمة دبلوماسية بين اليونان وإسرائيل بسبب رسوم غرافيتي.. اتهامات متبادلة وتصاعد في التوتر السياسي
زيارة قطاع غزة والاطلاع على أوضاع مراكز الإغاثة التابعة لـ مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.

لقاءات رسمية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.
لقاءات مع وزير الدفاع إسرائيل كاتس ووزير الخارجية جدعون ساعر، تمت دون حضور أي ممثل من السفارة الأميركية أو الخارجية الإسرائيلية.
غياب التنسيق مع السفارات يثير التساؤلات
وأفاد مسؤولون إسرائيليون بأن السفارة الإسرائيلية في واشنطن لم تكن على علم مسبق بتفاصيل الزيارة، كما لم تشارك وزارة الخارجية الإسرائيلية أو السفارة الأميركية في القدس في تنظيم أو تنسيق أي من اجتماعات جونسون. ولم يُشارك السفير الأميركي مايك هاكابي أو أي من فريقه في الاجتماعات التي جرت يوم الأحد مع كبار المسؤولين الإسرائيليين.
هذا الغياب للتنسيق الرسمي أثار تساؤلات حول الطابع السياسي للزيارة وارتباطها بجهات ضغط يمينية محافظة في الولايات المتحدة.
منظمة أميركية محافظة وراء تنظيم الزيارة
وبحسب “أكسيوس”، فإن برنامج الزيارة نظمه بالكامل فريق من مؤسسة “الجمعية الأميركية للتعليم الإسرائيلي”، وهي مجموعة محافظة داعمة لإسرائيل، أسستها هيذر جونستون، وتُعرف بعلاقاتها الوثيقة مع أعضاء نافذين في الحزب الجمهوري.
تداعيات الزيارة: ضغوط متزايدة على إدارة ترامب ودبلوماسية مقلقة للفلسطينيين
في ظل موقف إدارة ترامب الداعم لإسرائيل، فإن زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون إلى المستوطنات تمثل رسالة سياسية مباشرة، من شأنها تعزيز مواقف اليمين الإسرائيلي في مواجهة الدعوات الدولية لوقف الاستيطان والتوصل إلى حل الدولتين.
من جهة أخرى، قد تُقابل هذه الزيارة بانتقادات حادة من قبل القيادة الفلسطينية والمجتمع الدولي، باعتبارها شرعنة للاحتلال وخرقًا للقانون الدولي، خصوصًا أن المستوطنات في الضفة الغربية تُعد “غير شرعية” وفق قرارات الأمم المتحدة.