مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يزداد إفراز العرق لدى الجميع، وترافقه لدى البعض تغيرات ملحوظة في رائحة الجسم، مما يسبب حرجًا اجتماعياً ومشاكل نفسية مؤقتة، وعلى الرغم من أن الموضوع يبدو مألوفاً ومتكرراً، إلا أن التذكير بأساسيات التعامل مع هذه المشكلة يظل ضرورياً مع كل موسم حار.

أنواع الغدد العرقية: آلية عمل معقدة
يحتوي جلد الإنسان على ما بين 2 إلى 4 ملايين غدة عرقية موزعة على أنحاء الجسم، تنقسم إلى ثلاثة أنواع:
-
غدد شمع الأذن: تتحور لإفراز الشمع داخل قناة الأذن الخارجية.
-
الغدد المفترزة (Apocrine): توجد في مناطق مثل الإبطين، الأعضاء التناسلية، فروة الرأس، السرة، وأطراف الجفون، وتفرز عرقاً يحتوي على البروتينات والدهون.
-
الغدد الفارزة (Eccrine): تنتشر في معظم أنحاء الجلد، وتُفرز عرقاً مائيًا عديم الرائحة واللون، خاصة في راحة اليدين وباطن القدمين والجبين.
من أين تأتي رائحة العرق؟
رغم أن العرق بطبيعته عديم الرائحة، فإن تفاعله مع البكتيريا الموجودة على سطح الجلد، خصوصاً في مناطق الإبط والأعضاء التناسلية، يؤدي إلى تكوّن رائحة كريهة نتيجة تفكك البروتينات والدهون، كما أن بعض الأطعمة كالثوم والكاري تؤثر على رائحة بخار العرق بعد اختلاطه بمركباتها الكيميائية.
دور الجينات في رائحة العرق
تلعب الجينات دوراً في تحديد شدة رائحة العرق، فمثلاً، يُعرف جين ABCC11 بقدرته على تقليل أو إلغاء رائحة عرق الإبط، وتبين أن هذا الجين أكثر انتشاراً لدى شعوب شرق آسيا، بينما يندر وجوده لدى ذوي البشرة البيضاء أو الداكنة، ما قد يجعلهم أكثر عرضة لرائحة العرق.
وفي جانب آخر، تعود البقع الصفراء على الملابس غالباً إلى تفاعل مركبات الألمنيوم في مضادات التعرق مع القماش، أو إلى تأثير أطعمة معينة تحتوي على أصباغ طبيعية مثل الكركم.
اقرأ أيضًا
من الخوف إلى العلاج.. رحلة في فهم نوبات الهلع وأحدث طرق التعامل معها
نصائح فعالة للتغلب على رائحة العرق
للتقليل من رائحة العرق، ينصح الأطباء باتباع عدة خطوات يومية، منها:
- الاستحمام بانتظام مع التركيز على تنظيف مناطق الإبط والأعضاء التناسلية.
- ارتداء ملابس نظيفة وغسلها بانتظام.
- تجنب الأطعمة الحارة والثوم واللحوم الحمراء.
- إزالة شعر الإبطين لتقليل فرص تكاثر البكتيريا.
- ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين التوازن الهرموني.
- تقليل الوزن الزائد الذي يرتبط بزيادة التعرق.
مزيلات العرق أم مضادات التعرق؟
هناك فرق واضح بين نوعي المستحضرات:
-
مزيلات رائحة العرق (Deodorants): تعمل على إخفاء الرائحة باستخدام مواد معطّرة، وغالباً تحتوي على كحول أو مضادات للبكتيريا.
-
مضادات التعرق (Antiperspirants): تمنع خروج العرق من الغدد عن طريق تكوين سدادات هلامية تغلق قنوات التعرق، وتحتوي عادةً على مركبات الألمنيوم.
ويُذكر أن بعض المنتجات تحتوي على النوعين معاً، وتُصنف تحت اسم Deodorant Antiperspirant.
النظافة أولاً، والمستحضرات تكمل الدور
تبقى النظافة الشخصية اليومية الأساس في السيطرة على مشكلة رائحة العرق، أما استخدام مزيلات أو مضادات التعرق، فيُعد داعماً مهماً ولكن مشروطاً بالتوازن في الاستخدام، والحرص على اختيار المنتجات المناسبة لنوع البشرة.