تعد رسوم ترامب على السيارات خطوة من شأنها أن تُعيد رسم خريطة التجارة العالمية، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على السيارات والشاحنات الخفيفة المستوردة، على أن تدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من منتصف ليل الثاني من أبريل، وتشمل هذه الرسوم المركبات تامة الصنع، بينما ستُطبق الرسوم على قطع الغيار الأساسية – كالمحركات، وناقلات الحركة، والمكونات الكهربائية – في موعد أقصاه الثالث من مايو، وفقًا لما سيحدده إشعار فيدرالي لاحق.

رسوم ترامب على السيارات قنبلة نووية في النظام التجاري
القرار أثار موجة من القلق على الصعيد العالمي، واعتبره خبراء اقتصاد ضربة قاصمة للنظام التجاري الحر، وقال كين روغوف، كبير الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي، في تصريحات لمجلة “الإيكونوميست”، إن هذه الخطوة تعادل “إلقاء قنبلة نووية على النظام التجاري العالمي”، محذرًا من تداعيات خطيرة على الأسعار والاقتصاد العالمي.
في السياق نفسه، رأى الخبير الاقتصادي محمد أويس أن رسوم ترامب على السيارات تأتي في إطار تصعيد متعمد لحرب تجارية ذات دوافع سياسية. وأضاف في تصريحات لشبكة “BBC” أن تأثير القرار على الدول العربية سيكون غير مباشر، نظرًا لانخفاض حجم الصادرات العربية (باستثناء النفط) إلى الولايات المتحدة مقارنة بالواردات، لكنه أشار إلى أن السياسات الجديدة ترتكز على “مبدأ المعاملة بالمثل”، وليس على موازين التبادل التجاري كما هو الحال مع أوروبا.

سوق السيارات الأمريكي في مرمى النيران
وتُعد الولايات المتحدة من أكبر أسواق السيارات عالميًا، حيث بلغت مبيعات السيارات الجديدة في عام 2024 نحو 16 مليون وحدة، بقيمة استيراد للسيارات الملاكي تجاوزت 220 مليار دولار. وتشير الأرقام إلى أن عدة شركات كبرى تعتمد بشكل كبير على السوق الأمريكي:
هيونداي: باعت 836,802 وحدة في أمريكا، من أصل 4.14 مليون وحدة عالميًا (20.5%).
تويوتا: بلغت مبيعاتها في أمريكا 2.33 مليون وحدة من أصل 10.8 مليون عالميًا (20%).
نيسان: سجلت 924 ألف وحدة في السوق الأمريكي من أصل 3.14 مليون (30%).
هوندا: باعت 1.42 مليون وحدة من أصل 3.73 مليون عالميًا (35%).
سوبارو: وصلت مبيعاتها في أمريكا إلى 668 ألف وحدة من أصل 938 ألف عالميًا (70%).
فولكس فاجن: باعت 1.06 مليون وحدة في الولايات المتحدة من أصل 9 مليون (11.78%).

تداعيات مرتقبة في الربع الثاني من العام
من المتوقع أن تبدأ آثار رسوم ترامب على السيارات بالظهور خلال الربع الثاني من عام 2025، حيث ستواجه شركات السيارات معضلة بين خيارين: إما امتصاص التكلفة الجديدة وتقليص هامش الربح، أو نقل العبء إلى المستهلك من خلال رفع الأسعار، وبينما تدرس بعض الشركات الحفاظ على أسعارها لتجنب خسارة الحصة السوقية، تتجه أخرى نحو تعديل الأسعار بما يعادل نسبة الرسوم الجديدة.
وفي الوقت الذي يستعد فيه قطاع السيارات لمواجهة تداعيات هذه الخطوة، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستشعل رسوم ترامب الجمركية شرارة حرب تجارية لا تهدد فقط صناعة السيارات، بل الاقتصاد العالمي بأسره؟
اقرأ أيضًا:
أوروبا ترد على رسوم ترامب بضرب التكنولوجيا الأمريكية.. وفيراري ترفع الأسعار 10%