رغم التحذيرات المتكررة من مخاطر احتلال مدينة غزة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استعداداته العسكرية في إطار ما يسميه “استمرار المفاوضات تحت النار”، حيث يُزعم أنه يعمل على تسريع خططه لشن عملية واسعة النطاق ضد المدينة.

تعبئة ضخمة وقرارات تمديد لخدمة جنود الاحتياط
كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن قرار مرتقب لجيش الاحتلال بإجراء تعبئة شاملة للفوج الثامن، يشمل إصدار 60 ألف أمر استدعاء جديد، إضافة إلى تمديد خدمة نحو 20 ألف جندي احتياطي ممن لا يزالون في الخدمة، ليصل إجمالي القوة المشاركة في التحضيرات إلى 80 ألف جندي.
اقرأ أيضًا
الصين تؤكد استعدادها لمواصلة الحوار الحدودي مع الهند
وفي خطوة تصعيدية، قرر رئيس الأركان الإسرائيلي تمديد فترة الخدمة لجنود الاحتياط الذين أمضوا 70 يومًا في الخدمة أو شارفوا على ذلك، بمدة إضافية تصل إلى 40 يومًا، ما يؤكد وفق مراقبين نية الاحتلال الاستعداد لحملة برية كبرى.
إجلاء قسري وممرات إجبارية
المرحلة الأولى من الخطة التي تستهدف مدينة غزة، وفق ما نُقل عن مصادر عسكرية إسرائيلية، تتضمن محاولة إجلاء السكان إلى منطقة المواصي جنوب القطاع، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو مليون فلسطيني يسكنون المدينة.
وتعترف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بأن الاستجابة لنداء الإجلاء ستكون محدودة، لذا تخطط لإنشاء ممرات “آمنة” لنقل السكان قسرًا، بالتزامن مع استخدام وسائل ضغط متنوعة لإجبارهم على المغادرة.
إخلاء غزة قد يستغرق شهرين
في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عبرية، أوضح رئيس الأركان الإسرائيلي أن عملية الإخلاء المتوقعة قد تمتد إلى شهرين، مشيرًا إلى أن استخدام قوات الاحتياط سيكون “محدودًا نسبيًا” أثناء تنفيذ العملية، على أن تتبعها مرحلة تطويق المدينة واقتحامها.
مخاوف وتحذيرات داخل المؤسسة الأمنية
يأتي هذا التحرك العسكري على الرغم من التحذيرات التي أطلقها جيش الاحتلال نفسه خلال اجتماعات المجلس الوزاري المصغر “الكابينيت”، والتي أكدت أن أي اجتياح بري شامل يعرض حياة المحتجزين الإسرائيليين المتبقين للخطر، إلى جانب ما تواجهه القوات من إرهاق كبير وحاجة ماسة لصيانة المعدات العسكرية.
وقف مشروط وتفاوض جزئي
في ظل هذا التصعيد، تواصل الأطراف الوسيطة، وعلى رأسها مصر وقطر، تقديم مقترحات تهدف إلى وقف إطلاق النار بشكل مرحلي، وربط ذلك بملف المحتجزين وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، في محاولة لوقف اجتياح المدينة وتفادي تفاقم الكارثة الإنسانية المتوقعة.