اتهمت وزارة الخارجية الروسية، في بيان رسمي صدر اليوم الخميس، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش وطاقمه، بالانحياز الواضح إلى رواية الغرب وأوكرانيا بشأن النزاع الجاري، مشيرة إلى أنهم ينشرون “اتهامات باطلة ومضللة” تهدف إلى تشويه صورة روسيا على الساحة الدولية.
الخارجية الروسية: غوتيريش يروّج لروايات كييف والغرب
وقالت الوزارة في بيانها: “ينشر أنطونيو غوتيريش وموظفوه بشكل منتظم الأكاذيب التي يروّج لها النظام في كييف والعواصم الغربية بهدف تشويه صورة روسيا”، معتبرة أن أداء الأمانة العامة للأمم المتحدة يعكس افتقارًا إلى الحياد والمهنية في التعامل مع أطراف النزاع.
وتابعت الوزارة أن هذه “المعلومات المضللة” يجري نشرها بشكل واسع، سواء في التصريحات الرسمية الصادرة عن الأمم المتحدة أو من خلال مواقف ممثليها في المحافل الدولية، ما يُعد بحسب البيان تجاوزًا لدور المنظمة كوسيط محايد.
اتهامات بالتجاهل المتعمد لانتهاكات أوكرانيا
واتهمت الخارجية الروسية غوتيريش ومعاونيه، بتجاهل الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها ما وصفته بـ”نظام كييف”، مؤكدة أن الأمم المتحدة تغض الطرف عن هذه التجاوزات بشكل ممنهج، أو تكتفي في أحسن الأحوال بإصدار دعوات عامة إلى “ضبط النفس” من كلا الطرفين، دون تسمية الجهة التي تتحمل المسؤولية الفعلية.
وجاء في البيان: “في الوقت نفسه، يتغاضون بشكل ممنهج عن الانتهاكات الصارخة للقانون الإنساني الدولي التي يرتكبها نظام كييف، أو يكتفون، في أفضل الأحوال، بالدعوة إلى ضبط النفس من كلا الطرفين، مما يعطي انطباعًا بمساواة غير عادلة بين المعتدي والمتضرر”.
اقرأ أيضًا
واشنطن وموسكو وجهاً لوجه مجددًا.. لقاء جديد على طاولة آسيا
مواقف أممية تثير استياء موسكو
وكانت موسكو قد أبدت مرارًا استياءها من مواقف الأمين العام للأمم المتحدة حيال الحرب في أوكرانيا، معتبرة أنها لا تعكس الواقع على الأرض، بل تستند إلى مصادر إعلامية أوكرانية وغربية تُوظف النزاع سياسيًا.
وترى روسيا أن هذه المواقف تُضعف مصداقية المنظمة الدولية وتُساهم في تأجيج الصراع بدلًا من المساهمة في تهدئته، مؤكدة أن على الأمم المتحدة أن تلعب دورًا متوازنًا يرتكز إلى القانون الدولي، لا إلى الحسابات السياسية للدول الغربية.
سياق التصعيد السياسي والإعلامي
يأتي هذا التصعيد اللفظي من جانب الخارجية الروسية في وقت تزداد فيه حدة التوترات بين موسكو والغرب، خصوصًا مع استمرار الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه الدول الغربية لأوكرانيا، ما تعتبره روسيا تدخلًا مباشرًا في النزاع.
كما يتزامن هذا البيان مع تحركات دبلوماسية غربية لإدانة “العدوان الروسي” في عدة منتديات دولية، بما في ذلك مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما تعتبره موسكو حملة ممنهجة لتقويض دورها على الساحة الدولية.