أعلنت وزارة الدفاع في روسيا أن قواتها سيطرت على قريتي سريدني وكليبان-بيك في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، في خطوة جديدة ضمن مساعيها لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.
وتعد السيطرة على القريتين تقدماً مهماً نحو مدينة كوستيانتينيفكا، التي تُعد معقلاً استراتيجياً على الطريق المؤدي إلى كراماتورسك، حيث توجد قاعدة لوجستية رئيسية للجيش الأوكراني.
ويأتي هذا التقدم في وقت يواصل فيه الجيش الروسي تحقيق مكتسبات على الأرض، مستفيداً من الفارق العددي والتقني مقارنة بالقوات الأوكرانية.
مشهد عسكري متغير وضغوط متزايدة
بحسب المعطيات الميدانية، يسيطر الجيش الروسي حالياً على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، في ظل استمرار العمليات القتالية منذ اندلاع الحرب.
التطورات الأخيرة أثارت قلقاً متزايداً على الصعيد الدولي، خاصة مع تعثر الجهود الدبلوماسية بين موسكو وكييف.
ويبدو أن فرص عقد لقاء مباشر بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي تتراجع يوماً بعد يوم، وسط اتهامات متبادلة بعرقلة أي مسار تفاوضي.
توتر في المسار الدبلوماسي بين روسيا و أوكرانيا
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهم كييف بعدم إبداء الجدية في السعي إلى تسوية سياسية، مؤكداً أن مواقف أوكرانيا تظهر بوضوح أنها غير مهتمة باتفاق طويل الأمد.
من جهته، شدد الرئيس الأوكراني زيلينسكي على أن بلاده لن تتنازل عن أراضيها، مشيراً إلى أن العلم الأوكراني يمثل رمزاً للمقاومة والأمل لدى المواطنين في المناطق المحتلة.
زيلينسكي: لن نسلّم أرضنا للمحتل
في كلمة له بمناسبة يوم العلم الأوكراني، أكد زيلينسكي أن العلم الوطني هو حلم وأمل للشعب، وأن المقاتلين الأوكرانيين يخاطرون بحياتهم يومياً للحفاظ على استقلال البلاد.
وأضاف أن استعادة الأسرى من روسيا وتجسيد حرية الدولة كلها ترتبط بهذا الرمز الوطني.
تحركات أوروبية وأميركية متسارعة
زيلينسكي أشار إلى أن هناك فرصة حقيقية لإنهاء الحرب إذا تم تكثيف الضغط الدولي على موسكو، داعياً إلى عقد اجتماع على أعلى مستوى لمناقشة جميع القضايا العالقة.
وأوضح أن كييف تعمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين على وضع هيكلة جديدة للضمانات الأمنية، مع تعزيز التعاون الدفاعي مع دول مثل هولندا.
بدوره، شدد رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف على ضرورة أن يجلس الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات، مؤكداً أن بلاده ستواصل الضغط عبر عقوبات جديدة وقوية ضد موسكو، بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين.
لقاء روسي – أميركي في ألاسكا
في سياق متصل، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأميركي دونالد ترمب في ولاية ألاسكا، في أول قمة بين الجانبين منذ أكثر من أربع سنوات.
وناقش الطرفان سبل إنهاء الحرب، فيما أعلن ترمب أنه بدأ الترتيب لعقد لقاء مباشر بين بوتين وزيلينسكي، على أن يتبعه اجتماع ثلاثي يضم القادة الثلاثة لبحث سبل التوصل إلى تسوية سياسية.
مستقبل غامض للأزمة
مع استمرار التقدم الروسي ميدانياً، واشتداد الضغوط الدولية دبلوماسياً، يبقى مستقبل الأزمة الأوكرانية مفتوحاً على جميع الاحتمالات.
فبينما ترى موسكو أن كييف غير مستعدة لتسوية عادلة، تصر أوكرانيا على استعادة أراضيها المحتلة بدعم من حلفائها الغربيين.
وبين هذا وذاك، تتزايد المخاوف من إطالة أمد الحرب التي تُعد الأعنف في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
اقرأ ايضًا…تراجع فرص قمة سلام بين روسيا وأوكرانيا وسط غموض الموقف الأميركي