تواجه أوكرانيا مجددًا أزمة كهرباء خانقة بعد أن أعلنت شركة الكهرباء الوطنية “أوكرينيرغو” الثلاثاء عن قطع التيار الكهربائي في ثماني مناطق على الأقل نتيجة الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية للطاقة جراء الغارات الروسية الأخيرة.
وأوضحت الشركة عبر تطبيق “تلغرام” أن الوضع في منظومة الطاقة ما زال “صعبًا للغاية” بسبب الضربات الروسية التي استهدفت محطات وشبكات التوزيع خلال الأيام الماضية، مؤكدة أن عمليات القطع جاءت كإجراء طارئ للحفاظ على استقرار الشبكة ومنع انهيارها الكامل.
وطالت الانقطاعات مناطق سومي في الشمال، وخاركيف شمال شرق البلاد، إضافة إلى بولتافا ودنيبروبيتروفسك في الوسط، بينما شهدت مناطق كيروفوغراد وتشيركاسي وزابوريجيا والعاصمة كييف انقطاعات متقطعة وقصيرة الأمد.
وفي وقت لاحق، أعلنت شركة “دي تي إي كيه”، وهي أكبر شركة كهرباء خاصة في أوكرانيا، عن إلغاء خطط لقطع التيار الكهربائي في كييف بعد تحسن نسبي في الإمدادات.
تصعيد روسي يستبق الشتاء
تأتي هذه التطورات في ظل تصعيد روسي ملحوظ للهجمات على شبكات الكهرباء والسكك الحديدية الأوكرانية خلال الأسابيع الأخيرة، مع اقتراب فصل الشتاء القارس.
ويخشى المراقبون من تكرار سيناريو الأعوام السابقة حين أدت الضربات الجوية الروسية إلى حرمان ملايين الأوكرانيين من التدفئة والإنارة في أكثر فصول السنة قسوة.
ويرى محللون أن موسكو تسعى من خلال استهداف منشآت الطاقة إلى الضغط على كييف سياسيًا وشعبيًا عبر إنهاك البنية التحتية الحيوية للبلاد ودفعها نحو مزيد من الاضطراب الداخلي.
كما تشير التقارير إلى أن تضرر السكك الحديدية قد يعرقل أيضًا عمليات نقل الإمدادات العسكرية والإنسانية داخل أوكرانيا، ما يجعل تأثير هذه الضربات مضاعفًا على الحياة اليومية والأمن القومي معًا.
زيلينسكي يتهم موسكو بإثارة الفوضى
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي علّق على الأحداث باتهام موسكو بالسعي إلى “إثارة الفوضى” بين السكان من خلال ضربات تستهدف ليس فقط الكهرباء بل أيضًا قطاع الغاز الأوكراني.
وأوضح أن هذه الهجمات تهدف إلى زعزعة الثقة في قدرة الحكومة على تأمين الخدمات الأساسية وإضعاف الروح المعنوية للمدنيين في ظل الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.
في المقابل، ردت أوكرانيا بسلسلة من الضربات المضادة استهدفت منشآت الطاقة الروسية، ولا سيما مصافي النفط، مما تسبب في ارتفاع ملحوظ لأسعار الوقود داخل روسيا منذ الصيف الماضي.
حرب كهرباء بلا حدود
وفي تصعيد متبادل، قصف الجيش الأوكراني مؤخرًا محطة كهرباء في منطقة بيلغورود الروسية القريبة من الحدود، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي هناك، في مشهد يعكس تحول “حرب الطاقة” إلى أحد أبرز أوجه الصراع بين البلدين.
ومع دخول أوكرانيا شتاءها الرابع منذ اندلاع الحرب، تبدو شبكة الطاقة الوطنية أمام اختبار جديد، حيث يواجه ملايين الأوكرانيين خطر العيش في الظلام والبرد مجددًا إذا استمر التصعيد الروسي وتعثرت جهود الإصلاح.
السؤال الذي يطرحه الجميع اليوم: هل تستطيع أوكرانيا الصمود أمام حرب الكهرباء الطويلة التي تخوضها موسكو لإخماد أنوارها قبل حلول الشتاء؟
اقرأ ايضًا…عراقجي: ترامب خُدع بمعلومات زائفة حول البرنامج النووي الإيراني