أكدت روسيا، الإثنين 22 سبتمبر 2025، تمسكها بحل الدولتين باعتباره الخيار الوحيد لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في وقت تتوالى فيه اعترافات دولية متزايدة بدولة فلسطين، وسط تصعيد عسكري إسرائيلي متواصل في قطاع غزة.

روسيا: ندعم حل الدولتين لإنهاء الصراع

قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في تصريحات للصحفيين، إن موسكو “تظل ملتزمة بالقرارات الأساسية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، وبالموقف الدولي الداعم لإمكانية حل الصراع على أساس حل الدولتين”.

وأضاف: “نعتقد أن هذا النهج هو السبيل الوحيد الممكن لإيجاد حل عادل لهذا الصراع الطويل والمعقد، والذي يمر حالياً بواحدة من أكثر مراحله حدة ومأساوية”.

اعترافات غربية متسارعة بدولة فلسطين

يأتي الموقف الروسي في وقت أعلنت فيه كل من بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، الأحد، اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، في خطوة وصفت بالتاريخية وتهدف إلى تعزيز فرص حل الدولتين.

وبذلك يرتفع عدد الدول التي تعترف بفلسطين إلى 145 دولة من أصل 193 عضواً في الأمم المتحدة، بحسب إحصاءات وكالة “فرانس برس”، ما يعكس زخماً دبلوماسياً متزايداً لصالح الحقوق الفلسطينية.

فرنسا تقود موجة جديدة من الاعترافات

من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده تستعد للاعتراف رسمياً بدولة فلسطين خلال قمة الأمم المتحدة في نيويورك، بمشاركة 10 دول أوروبية أخرى بينها أندورا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وسان مارينو.

وقال ماكرون في مقابلة مع برنامج “فايس ذي نايشن” على قناة “سي بي إس” الأميركية: “الفلسطينيون يريدون وطناً ودولة، ويجب ألا ندفعهم نحو حماس. إذا لم نقدم لهم أفقاً سياسياً، فإن حماس ستظل هي البديل الوحيد أمامهم”.

وأكد أن الاعتراف بدولة فلسطين، إلى جانب خطة سلام شاملة، يمثل شرطاً ضرورياً لعزل حركة حماس ودفع العملية السياسية قدماً.

اقرأ أيضًا:

ماكرون: فرنسا ستعترف بدولة فلسطين رسمياً والرهائن شرط لفتح السفارة

الضغوط الدولية على إسرائيل

تزامنت هذه الاعترافات والتحركات الدبلوماسية مع تصعيد الجيش الإسرائيلي هجماته المكثفة على قطاع غزة، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمر.
وتواجه إسرائيل ضغوطاً متزايدة من المجتمع الدولي لوقف العمليات العسكرية والالتزام بمسار سياسي يؤدي إلى تسوية شاملة للصراع.

يرى مراقبون أن المواقف الدولية الأخيرة، خاصة من الدول الغربية الكبرى، تمثل تحولاً ملموساً في التوجهات العالمية حيال القضية الفلسطينية، وقد تشكل رافعة دبلوماسية لإحياء عملية السلام المجمدة منذ سنوات.

ويؤكد إعلان روسيا مجدداً التمسك بحل الدولتين أن روسيا تنسجم مع الاتجاه الدولي المتنامي، فيما تتصاعد الدعوات إلى ضرورة وقف العنف وفتح مسار سياسي يضمن للشعب الفلسطيني حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967.