ضرب زلزال بلغت قوته 5.93 درجة على مقياس ريختر منطقة بابوا الغربية الواقعة في الجزء الشرقي من إندونيسيا، صباح اليوم السبت، وفق ما أعلنه المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض (GFZ)، في حين لم تُسجَّل حتى الآن أي تقارير مؤكدة عن خسائر في الأرواح أو الممتلكات نتيجة هذه الهزة الأرضية.

وأشارت هيئة الرصد الجيولوجي الأمريكية (USGS)، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز”، إلى أن مركز الزلزال كان على عمق 10 كيلومترات تحت سطح الأرض، وهو ما يُعد ضمن الأعماق الضحلة نسبيًا، والتي غالبًا ما تؤدي إلى تأثيرات محسوسة بشكل أكبر على سطح الأرض، خصوصًا في المناطق القريبة من مركز الزلزال.
اقرأ أيضًا
هل تغامر إسرائيل بهجرة “اليهود الحريديم” بسبب قانون التجنيد؟!
منطقة نشطة زلزاليًا بإندونيسيا ضمن “حلقة النار”
وتقع إندونيسيا ضمن ما يُعرف بـ”حلقة النار” في المحيط الهادئ، وهي منطقة تشتهر بالنشاط الزلزالي والبركاني العالي، نتيجة التقاء عدد من الصفائح التكتونية الكبرى.
وتشهد البلاد سنويًا العديد من الزلازل التي تتفاوت في قوتها، وبعضها يخلّف أضرارًا جسيمة، لا سيما في الجزر المأهولة بالسكان.

وبالرغم من أن الزلزال الذي وقع اليوم لم يتسبب في أي أضرار جسيمة أو ضحايا، إلا أن السلطات الإندونيسية تتابع تطورات الموقف بحذر، تحسبًا لأي هزات ارتدادية محتملة قد تضرب المنطقة خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة.
استجابة أولية وتحذيرات من الهزات الارتدادية
وأكدت مصادر في إندونيسيا أن الهزة الأرضية تم الشعور بها في عدد من المناطق القريبة من مركز الزلزال، بما في ذلك بعض المدن الساحلية والقرى الجبلية، حيث أفاد سكان محليون بأنهم شعروا باهتزازات قوية استمرت لعدة ثوانٍ، ما دفع البعض إلى مغادرة منازلهم خشية انهيارها.
ولم تُصدر السلطات الإندونيسية، حتى الآن، تحذيرًا من حدوث موجات تسونامي، وهو ما يرجّح أن الزلزال لم يكن تحت قاع البحر أو لم يكن بالقوة الكافية لإحداث اضطراب كبير في مستوى المياه.
وتعمل فرق الرصد والمراقبة الجيولوجية في البلاد بالتعاون مع الوكالات الدولية على تحليل بيانات الزلزال بدقة، لتحديد ما إذا كانت هناك ضرورة لاتخاذ إجراءات إضافية، مثل الإخلاء أو تعزيز تدابير الطوارئ في المناطق المتأثرة.
زلازل سابقة وتاريخ من الكوارث الطبيعية
وتجدر الإشارة إلى أن إندونيسيا عرفت عددًا من الزلازل المدمرة في السنوات الماضية، أبرزها زلزال وتسونامي سومطرة عام 2004، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 ألف شخص في عدة دول، وكان من بين أعنف الكوارث الطبيعية في العصر الحديث.
كما ضرب زلزال آخر جزيرة لومبوك في عام 2018، مخلفًا مئات القتلى وآلاف الجرحى، وشرّد عشرات الآلاف من السكان.
وتُظهر هذه الحوادث المتكررة أهمية تطوير أنظمة الإنذار المبكر، وتعزيز البنية التحتية في المناطق المعرضة لمثل هذه الكوارث الطبيعية.
جهود مستمرة لتحسين الاستجابة للكوارث
تبذل الحكومة الإندونيسية جهودًا متواصلة لتعزيز قدراتها في مجال الاستجابة للطوارئ الطبيعية، بما في ذلك الاستثمار في أنظمة الرصد المبكر، والتدريب على الإخلاء، وتوعية السكان بطرق التصرف السليم عند وقوع الزلازل.
ومع ذلك، فإن الطبيعة الجغرافية والتوزيع السكاني الواسع عبر آلاف الجزر تجعل من عملية إدارة الكوارث تحديًا دائمًا أمام السلطات.
ويتابع الخبراء المحليون والدوليون تطورات الزلزال الأخير في بابوا الغربية، وسط دعوات إلى مواصلة الاستثمار في البنية التحتية المقاومة للزلازل، ومضاعفة التنسيق بين الوكالات الحكومية والمجتمع المدني لضمان حماية الأرواح وتقليل الخسائر في مثل هذه الأحداث.