في تطور مثير للجدل تزامنا مع زيارة نتنياهو لواشنطن، طالبت منظمة العفو الدولية، الثلاثاء، الولايات المتحدة باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يزور البيت الأبيض اليوم للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وجاءت هذه المطالبة في أعقاب اتهامات من المحكمة الجنائية الدولية لنتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة.
زيارة نتنياهو لواشنطن.. منظمة العفو الدولية تطالب باعتقاله
وفي سلسلة منشورات على منصة “إكس”، انتقدت المنظمة الدولية استقبال الولايات المتحدة لنتنياهو، واصفة ذلك بأنه “ازدراء للعدالة الدولية”. وأكدت المنظمة أن “إدارة الرئيس السابق جو بايدن أحبطت أي جهود لتحقيق العدالة الدولية لفلسطين، وأن إدارة ترامب تواصل هذا المسار بعدم اعتقال نتنياهو أو إخضاعه للتحقيق”.

وأشارت منظمة العفو الدولية إلى أن الولايات المتحدة ملزمة بموجب اتفاقيات جنيف بالبحث عن الأشخاص المتهمين بارتكاب جرائم حرب وتسليمهم للعدالة، وشددت المنظمة على أنه “لا يجوز توفير ملاذ آمن لأفراد يُدعى ارتكابهم جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية”.
زيارة نتنياهو لواشنطن
تأتي هذه التطورات في ظل زيارة نتنياهو لواشنطن، وهي الأولى منذ تنصيب ترامب في 20 يناير الماضي، ومن المقرر أن يبحث الزعيمان قضايا عديدة، أبرزها المرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ومستقبل القطاع في مرحلة ما بعد الحرب.
ووصف نتنياهو الاجتماع المقرر مع ترامب بأنه “مهم للغاية”، حيث سيناقش الزعيمان قضايا مثل ما أسماه “النصر على حركة حماس”، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة، والتصدي لما وصفه بـ”محور الإرهاب الإيراني”.

مسار استثنائي لتجنب الاعتقال
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن طائرة نتنياهو اتخذت مساراً استثنائياً لتجنب المجالات الجوية لدول أعلنت استعدادها لتنفيذ مذكرة الاعتقال الصادرة بحقه. ووصل نتنياهو إلى واشنطن مساء الأحد، حيث من المقرر أن يعقد اجتماعين منفصلين مع ترامب وموفده الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
وتأتي هذه الزيارة في أعقاب عمليات عسكرية إسرائيلية مكثفة في غزة، بدعم أمريكي، بين أكتوبر 2023 ويناير 2025، أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 159 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود. وقد وصفت هذه الأحداث بأنها “إبادة جماعية” من قبل العديد من المنظمات الحقوقية الدولية.
اتهامات المحكمة الجنائية الدولية
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت في 21 نوفمبر 2024، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة. وتشمل هذه الاتهامات استخدام التجويع كسلاح حرب، والقتل، والاضطهاد، وأفعالاً أخرى غير إنسانية.

وأكدت المحكمة الجنائية الدولية أن لديها “أسباباً منطقية” للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت أشرفا على هجمات ضد المدنيين في غزة، بما في ذلك استخدام التجويع كسلاح حرب، وأوضحت أن كلاً منهما يتحمل المسؤولية الجنائية عن هذه الجرائم، سواء كفاعلين رئيسيين أو مشاركين في ارتكابها.
مع استمرار الضغوط الدولية على الولايات المتحدة لاتخاذ موقف حازم تجاه نتنياهو، يبقى مصير المفاوضات والعلاقات الأمريكية-الإسرائيلية في حالة من الترقب، خاصة في ظل اتهامات خطيرة تلوح في الأفق وتطالب بالعدالة للضحايا الفلسطينيين.
افرأ أيضًا:
«غريمان أم صديقان» لقاء نتنياهو وترامب على صفيح ساخن في واشنطن