أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، أن الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات الأوروبية على روسيا تمثل “خطوة مهمة للغاية” في طريق مواجهة ما وصفه بـ”العدوان الروسي المستمر”، مشيدًا بالدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لبلاده منذ اندلاع الحرب.

وأشار زيلينسكي إلى أن هذه العقوبات تأتي تأكيدًا على وحدة الموقف الأوروبي تجاه موسكو، وعلى استمرار الجهود الدولية الرامية إلى الضغط على الكرملين لإيقاف عملياته العسكرية داخل الأراضي الأوكرانية.
دعم أمريكي متواصل
وفي تصريحاته، نوّه زيلينسكي أيضًا إلى أن العقوبات الأمريكية الجديدة على روسيا تُعد “إشارة إيجابية” تعكس التزام واشنطن الثابت بمساندة أوكرانيا في معركتها من أجل السيادة والاستقلال.
وقال إن بلاده تثمن المواقف الغربية المتلاحقة التي تستهدف تقويض القدرات الاقتصادية والعسكرية الروسية، معتبرًا أن التنسيق بين واشنطن وبروكسل في هذا الملف يمثل عاملًا حاسمًا في مواجهة العدوان الروسي.
اقرأ أيضًا
جوتيريش يرحّب بقرار محكمة العدل الدولية:« يجب احترام حق الفلسطينيين في تقرير المصير»
وشدّد الرئيس الأوكراني على أن وحدة الأراضي الأوكرانية غير قابلة للتفاوض، مضيفًا:“سيادة أوكرانيا على كامل أراضيها خط أحمر لا يمكن تجاوزه، ولن نتنازل عن شبر واحد من أرضنا”.
وأكد أن الحكومة الأوكرانية تواصل العمل على تعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة التصعيد الروسي، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات أكثر جرأة في دعم كييف عسكريًا واقتصاديًا.
دعوة لتزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى
وفي سياق متصل، دعا زيلينسكي إلى تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، معتبرًا أن امتلاك هذا النوع من الأسلحة سيشكل “ضغطًا حقيقيًا على روسيا”، ويعزز قدرة الجيش الأوكراني على استعادة الأراضي المحتلة ودحر القوات الروسية.
وقال إن الدفاع عن أوكرانيا هو في جوهره دفاع عن الأمن الأوروبي والعالمي، مؤكدًا أن استمرار الدعم الغربي يشكل ضمانة أساسية لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
تفاصيل الحزمة الأوروبية التاسعة عشرة
وكان الاتحاد الأوروبي قد اعتمد رسميًا، اليوم الخميس، الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات ضد روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، والتي تضمنت حظرًا على واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي، إلى جانب قيود مالية وتجارية جديدة تستهدف شركات وأفرادًا مرتبطين بموسكو.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد فقط من إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات على شركتَي نفط روسيتين كبيرتين، في خطوة وصفتها واشنطن بأنها تهدف إلى “زيادة الضغط الاقتصادي على روسيا وإضعاف قدرتها على تمويل الحرب”.
تصعيد متبادل واستمرار الهجمات
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الهجمات الروسية على المدن والبنية التحتية الأوكرانية، فيما تواصل الدول الغربية البحث عن سبل جديدة لتكثيف دعمها العسكري والاقتصادي لكييف.
ويرى مراقبون أن العقوبات الأخيرة تمثل مرحلة جديدة من الضغوط الدولية، تهدف إلى إضعاف موسكو ميدانيًا واقتصاديًا، في وقت ما زالت فيه آفاق الحل السياسي للأزمة بعيدة المنال.
