حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، من خطورة الوضع في محطة زابوريجيا للطاقة النووية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية منذ عام 2022، مشيراً إلى أن استمرار القصف الروسي أدى إلى انقطاع خطوط الكهرباء الخارجية عن المحطة لليوم السابع على التوالي.
وأكد زيلينسكي أن أحد مولدات الديزل التي توفر الطاقة في حالات الطوارئ قد توقف عن العمل، وهو ما يفاقم المخاطر المرتبطة بأمن وسلامة أكبر محطة نووية في أوروبا.

زيلينسكي: انقطاع الكهرباء والطوارئ المستمرة
في خطابه الليلي عبر الفيديو، قال زيلينسكي: “إننا في اليوم السابع. لم يسبق أن شهدت محطة زابوريجيا حالة طوارئ كهذه. الوضع خطير للغاية. القصف الروسي تسبب في فصل المحطة عن شبكة الكهرباء”.
وأشار إلى أن توقف أحد مولدات الديزل يهدد بزيادة المخاطر، في ظل اعتماد المحطة بشكل كامل على هذه المولدات لضمان استمرار أنظمة التبريد والسلامة.
تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية
قبل نحو أسبوعين، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن فريقها الموجود في محطة زابوريجيا سمع أصوات قصف قريب، ولاحظ تصاعد دخان أسود من ثلاثة مواقع محيطة بالمحطة.
وبحسب بيان الوكالة، سقطت عدة قذائف مدفعية على منطقة تبعد نحو 400 متر فقط عن مرفق لتخزين وقود الديزل قرب المحطة، ولم تُسجّل إصابات بشرية أو أضرار مباشرة في المعدات، لكن الحادثة أكدت “المخاطر المستمرة التي تهدد السلامة والأمن النوويين”.

وقال المدير العام للوكالة رافائيل غروسي: “رغم عدم وقوع أضرار جسيمة، فإن هذه الحوادث تذكير صارخ بمدى هشاشة الوضع في زابوريجيا”.
السيطرة الروسية وتعطل المحطة
منذ سيطرة القوات الروسية على محطة زابوريجيا عام 2022، تحولت المنشأة إلى محور صراع استراتيجي بين موسكو وكييف، وتوقفت المحطة عن إنتاج الكهرباء بشكل منتظم نتيجة الاتهامات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا بتعريضها للخطر.
وأكدت أوكرانيا أن القصف الروسي يقوض إجراءات السلامة، بينما روسيا من جانبها تتهم كييف بتنفيذ هجمات تستهدف زعزعة استقرار الموقع النووي.
اقرأ ايضًا:
تسرب وقود بغواصة روسية نووية يهدد بانفجار مدمّر.. قلق بريطاني والناتو يراقب عن كثب
المخاطر والقلق الدولي
الوضع الراهن يثير قلقاً متزايداً لدى المجتمع الدولي، حيث يحذر خبراء الطاقة النووية من أن استمرار انقطاع الكهرباء أو تضرر أنظمة الطوارئ قد يؤدي إلى كارثة نووية محتملة على غرار فوكوشيما.

كما أن اعتماد المحطة على مولدات الديزل، في ظل تعطل أحدها، يزيد من هشاشة منظومة الأمان ويجعل أي خطأ أو قصف إضافي تهديداً مباشراً للاستقرار الإقليمي والأوروبي.
تؤكد تصريحات الرئيس الأوكراني أن محطة زابوريجيا النووية باتت في وضع حرج، مع استمرار القصف الروسي وانقطاع الكهرباء لسبعة أيام متواصلة، وتوقف مولد ديزل طارئ عن العمل. وبينما تواصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراقبة التطورات، يبقى الخطر النووي ماثلاً، ما يضع المجتمع الدولي أمام تحديات كبيرة لتفادي حدوث أزمة نووية غير مسبوقة في أوروبا.