أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، أنه لن يقبل بأي اقتراح روسي يقضي بسحب القوات الأوكرانية من إقليم دونباس في شرق البلاد، مشددًا على أن هذا الانسحاب سيحرم كييف من خطوط دفاعها الرئيسية ويمهد الطريق أمام موسكو لشن المزيد من الهجمات.

وأوضح زيلينسكي، في تصريحات للصحفيين نقلتها وكالة “رويترز”، أن مناقشة أي قضايا تتعلق بالأراضي الأوكرانية يجب أن تتم فقط بعد موافقة روسيا على وقف شامل لإطلاق النار، مؤكدًا أن الضمانات الأمنية لأوكرانيا تمثل عنصرًا أساسيًا لا يمكن فصله عن أي مفاوضات بهذا الشأن.
القمة المرتقبة في ألاسكا
تأتي هذه التصريحات قبل القمة المقررة يوم الجمعة في ولاية ألاسكا الأمريكية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والتي من المتوقع أن تتناول مقترحات لوقف الحرب في أوكرانيا.
اقرأ أيضًا
لقاء ثلاثي في عمّان بين سوريا والأردن وأمريكا لبحث سبل دعم الاستقرار وحل الأزمة السورية
وكان ترامب قد لمح في تصريحات سابقة إلى أن أي اتفاق سلام محتمل قد يتضمن تبادل أراضٍ، الأمر الذي أثار تحفظات كييف.
تفاصيل المقترح الروسي
وأشار زيلينسكي إلى أن المقترح الروسي يتضمن وقف تقدم القوات الروسية في مناطق أوكرانية أخرى، مقابل سحب كييف لقواتها من إقليم دونباس، الذي يضم منطقتي دونيتسك ولوجانسك.
وأضاف أن أوكرانيا ما زالت تسيطر على نحو 30% من منطقة دونيتسك، أي ما يقارب تسعة آلاف كيلومتر مربع، وتمتلك هناك خطوط دفاعية محصنة ومرتفعات استراتيجية.
مخاوف من توسيع نطاق الحرب
وحذر الرئيس الأوكراني من أن أي انسحاب سيمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “طريقًا مفتوحًا” نحو مناطق زابوريجيا ودنيبرو، وكذلك إلى مدينة خاركيف، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن أوكرانيا. وشدد على أن قضية الأراضي لا يمكن فصلها عن الضمانات الأمنية التي يجب أن تتضمنها أي تسوية سياسية.
إقليم دونباس، الواقع في شرق أوكرانيا ويضم منطقتي دونيتسك ولوجانسك، يعد من أكثر المناطق سخونة في الصراع الأوكراني الروسي منذ عام 2014، حين اندلعت مواجهات مسلحة بين القوات الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من موسكو، أعقبتها سيطرة الأخيرة على أجزاء واسعة من الإقليم. ويتميز دونباس بأهمية استراتيجية واقتصادية، حيث يحتوي على موارد طبيعية غنية مثل الفحم، إضافة إلى كونه مركزًا صناعيًا رئيسيًا.
وقد أدى الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022 إلى تصعيد القتال في المنطقة، لتصبح محورًا رئيسيًا للعمليات العسكرية، في ظل تمسك كييف باستعادتها ورفضها أي اتفاق يشرعن السيطرة الروسية عليها.