أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، اليوم الثلاثاء، أن الضغط العسكري على حركة حماس لا يزال وسيلة فعالة لتحقيق الأهداف الأمنية الإسرائيلية، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن هذا الخيار ليس الوحيد المتاح في التعامل مع الحركة، وقال ساعر، خلال مؤتمر صحفي عُقد في تل أبيب، إن بلاده تواجه حملة ضغط دولية وصفها بـ”المشوّهة” تستهدف إسرائيل وتُسهم في تعزيز موقف حركة حماس، وفق تعبيره.

دعوة لتوجيه الضغط الدولي نحو حماس بدلًا من إسرائيل
وطالب ساعر المجتمع الدولي بتغيير توجهه في التعامل مع الصراع، مشددًا على أن الضغوط السياسية والإعلامية التي تُمارس ضد إسرائيل يجب أن تُوجَّه نحو حركة حماس، باعتبارها الطرف المسؤول عن استمرار التصعيد والعنف في المنطقة، على حد زعمه.
وقال: “نشهد في الأيام الأخيرة حملة ضغط دولية مشوّهة وغير منصفة ضد إسرائيل، وهذه الحملة لا تخدم السلام بل تُغذّي معاداة السامية، وتمنح غطاءً لحماس لمواصلة سياساتها العدائية”.

رفض إقامة دولة فلسطينية
وفي لهجة تصعيدية، رفض ساعر ما وصفه بمحاولات فرض حل سياسي يتضمن إقامة دولة فلسطينية، معتبرًا أن ذلك يشكّل تهديدًا وجوديًا على إسرائيل.
وأضاف: “الهدف الثاني لهذه الحملة الدولية هو فرض دولة فلسطينية إرهابية على إسرائيل، وهذا أمر لن نسمح به، إسرائيل ليست ولن تكون تشيكوسلوفاكيا القرن الحادي والعشرين”.
وتابع قائلًا: “لن نضحّي بأمننا القومي ووجودنا التاريخي من أجل إرضاء المجتمع الدولي أو بعض الحكومات التي تسعى لاسترضاء الرأي العام على حسابنا”.
تحذير من تصاعد الضغوط الدولية على تل أبيب
يأتي تصريح وزير الخارجية في وقت تتزايد فيه الانتقادات الدولية الموجهة لإسرائيل بسبب استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة وتصاعد العنف في الضفة الغربية، وسط دعوات أوروبية وأممية لوقف إطلاق النار والعودة إلى مسار سياسي يؤدي إلى حل الدولتين.
اقرأ أيضًا
هولندا تمنع بن جفير وسموتريتش من دخول أراضيها
ويرى مراقبون أن تصريحات ساعر تعبّر عن اتجاه أكثر تشددًا داخل الحكومة الإسرائيلية في مواجهة الضغوط الدولية، وتدل على رفض متزايد لأي مساعٍ خارجية تهدف إلى فرض تسوية سياسية لا تتماشى مع الرؤية الإسرائيلية الرسمية.
إسرائيل في مواجهة الرأي العام الدولي
تتزامن هذه التصريحات مع تصاعد التوترات السياسية والدبلوماسية بين إسرائيل وعدد من الدول الغربية، في ظل تقارير أممية تتحدث عن انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واتهامات متبادلة بشأن المسؤولية عن استمرار الحرب في قطاع غزة، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، إضافة إلى دمار واسع في البنى التحتية.