أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمرًا تنفيذيًا يقضي بإعادة تسمية وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” لتصبح “وزارة الحرب”، معتبرًا أن هذه الخطوة تعكس “الواقع الراهن” وتُجسد رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة ما زالت “الأقوى والأكثر هيمنة عسكريًا” على مستوى العالم.

أبعاد قرار ترامب وتكلفته
ترامب أوضح أن القرار لا يحمل أعباء مالية كبيرة على الموازنة العامة، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي ليس الإنفاق بل “إحياء روح المحارب” داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية، وتعزيز الهوية القتالية التي يرى أنها تآكلت خلال العقود الماضية بفعل القيود البيروقراطية وتغير طبيعة التهديدات.
اقرأ أيضًا
مصر وقطر تقودان مبادرة لوقف حرب غزة.. هدنة ستين يومًا وممر إنساني مفتوح
استخدام رسمي مشروط
وبموجب التوجيه الجديد، سيسمح باستخدام مسمى “وزارة الحرب” في المراسلات الرسمية، المناسبات البروتوكولية، والوثائق غير التشريعية. لكن التغيير القانوني والدائم يبقى مرهونًا بموافقة الكونجرس الأمريكي، وهو ما قد يفتح الباب أمام جدل سياسي واسع بين الجمهوريين والديمقراطيين خلال المرحلة المقبلة.
وزير الحرب بدلًا من وزير الدفاع
مصدر بالبيت الأبيض أوضح لصحيفة ذا هيل أن وزير الدفاع الحالي بيت هيجسيث سيُصبح رسميًا “وزير الحرب”، فيما سيحمل نوابه لقب “نواب وزير الحرب”، في إشارة إلى تغيير رمزي واسع النطاق داخل هرم القيادة العسكرية.
جدل قديم متجدد
مراقبون لفتوا إلى أن إعادة تسمية المؤسسة العسكرية ليست خطوة غير مسبوقة في التاريخ الأمريكي، حيث شهدت البلاد تغييرات مشابهة في فترات سابقة، كان أبرزها في منتصف القرن العشرين عندما تحولت “وزارة الحرب” إلى “وزارة الدفاع”.
ورأى محللون أن هذا القرار يعيد الجدل حول هوية الجيش الأمريكي، ما بين كونه مؤسسة دفاعية بحتة أو أداة هجومية لفرض النفوذ الأمريكي حول العالم.
انعكاسات دولية
ويرى خبراء أن قرار ترامب، رغم رمزيته، سيُقرأ خارجيًا باعتباره رسالة مباشرة لحلفاء وخصوم واشنطن على حد سواء، بأن الإدارة الحالية لا تتردد في إظهار القوة والتأكيد على عقلية “الهجوم والردع”، وهو ما قد يثير موجة من الانتقادات في الأوساط الدولية، خصوصًا لدى الدول التي تنادي بالحد من النزعات العسكرية في السياسة العالمية.