تخوض شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى سباقًا غير مسبوق لبناء البنية التحتية اللازمة لثورة الذكاء الاصطناعي، مدفوعة بطفرة عالمية في الطلب على البيانات، ويحذّر خبراء من أن هذا الاندفاع الاستثماري الضخم قد يتحول إلى فقاعة اقتصادية إذا تباطأ الطلب في السنوات المقبلة.
إنفاق غير مسبوق على مراكز البيانات
وفقًا لبيانات من “Stock Market” و”مورغان ستانلي”، أنفقت شركات مثل أمازون، وجوجل، ومايكروسوفت ما يقارب 477 مليار دولار بين عامي 2022 و2024، على بناء مراكز بيانات، ومن المتوقع أن يقفز هذا الرقم إلى 1.15 تريليون دولار بحلول عام 2027، أي أكثر من ضعف ما تم إنفاقه خلال السنوات السابقة.
استثمارات عالمية تتجاوز 2.9 تريليون دولار بحلول 2028
على مستوى العالم، يُتوقع أن تبلغ الاستثمارات في مراكز البيانات نحو 2.9 تريليون دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، توزَّع كالتالي:
-
1.6 تريليون دولار على الرقائق والخوادم.
-
1.3 تريليون دولار على البنية التحتية (العقارات، الطاقة، البناء).
تأثير اقتصادي مباشر على النمو الأمريكي
يتوقع خبراء الاقتصاد أن تُسهم هذه الاستثمارات بنحو 0.4% في نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي خلال عامي 2025 و2026، ما يعزز مكانة قطاع التكنولوجيا كمحرّك رئيسي للنمو.
لكن المحلل الاقتصادي بول كيدروسكي حذّر عبر بودكاست Plain English من أن هذه الطفرة “تركّزت في مناطق محدودة مثل شمال فرجينيا، مما يُنتج تأثيرًا اقتصاديًا غير متوازن قد يهدد الاستقرار في المدى البعيد”.
“نصف النمو” من مراكز البيانات
أشار كيدروسكي إلى أن استثمارات مراكز البيانات باتت تشكل نحو نصف نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي خلال النصف الأول من 2025، ما يعيد إلى الأذهان مشهد فقاعة الاتصالات في التسعينات، عندما انصبّ التمويل نحو بناء شبكات الاتصالات، قبل أن تنهار لاحقًا.
تحذيرات من “فقاعة ذكاء اصطناعي”
يحذّر خبراء من أن التركيز المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تجاهل قطاعات اقتصادية أخرى بحاجة للتمويل، مثل الصحة والتعليم والطاقة النظيفة.
ويطرحون تساؤلات جوهرية:
ماذا سيحدث عندما يتباطأ الطلب على البيانات؟
السيناريوهات المتوقعة تشمل:
-
صعوبة تبرير الاستمرار في هذا الإنفاق الضخم.
-
تراجع الاستثمارات في العقارات والطاقة المرتبطة بمراكز البيانات.
-
معاناة القطاعات الأخرى من نقص التمويل.
اقرأ أيضًا:
OpenAI تُعلن عن أكبر DevDay في تاريخها يوم 6 أكتوبر في سان فرانسيسكو
تكنولوجيا اليوم.. فقاعة الغد؟
في ظل السباق العالمي لتطوير بنى تحتية تخدم الذكاء الاصطناعي، تبدو شركات التكنولوجيا وكأنها تبني عالمًا جديدًا فوق تريليونات الدولارات