تشهد المملكة المتحدة مؤخرًا ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بسلالة جديدة من فيروس كورونا تُعرف باسم “ستراتوس”، والتي بدأت تثير قلقًا متزايدًا في الأوساط العلمية والطبية، خاصة بسبب بعض خصائصها المناعية الفريدة.

ووفقًا لصحيفة الإندبندنت البريطانية، فإن السلالة الجديدة من كورونا تنقسم إلى متحورين فرعيين، هما XFG وXFG.3، حيث يشكل الأخير النسبة الأكبر من الإصابات حالياً، ويُعد أكثر انتشاراً من أي متحور فردي آخر تم رصده حتى الآن في المملكة المتحدة.

وبحسب وكالة الأمن الصحي البريطانية (UKHSA)، فإن هذين المتحورين يمثلان مجتمعين نحو 30% من إجمالي حالات كوفيد-19 المسجلة في إنجلترا، وهو ما يُعد مؤشرًا مقلقًا على سرعة انتشارهما.

أعراض مميزة وتحذيرات أولية

السلالة الجديدة تُعرف بواحدة من أبرز أعراضها وهي بحة الصوت، والتي أصبحت عرضًا شائعًا لدى المصابين، إلى جانب أعراض مشابهة لنزلات البرد مثل التهاب الحلق والصداع واحتقان الأنف، وأحيانًا الشعور بالإرهاق الشديد.

وعلى الرغم من مخاوف بعض الخبراء من احتمال مقاومة السلالة للمناعة الطبيعية أو الناتجة عن اللقاحات، أكد الدكتور أليكس ألين، استشاري علم الأوبئة في UKHSA، أن “البيانات المتوفرة حتى الآن لا تُشير إلى أن المتحورين XFG وXFG.3 يسببان أمراضًا أكثر حدة من السلالات السابقة”، كما أشار إلى أن “اللقاحات المتوفرة تظل فعالة إلى حد كبير في تقليل خطر الإصابة الشديدة”.

لكن تقارير أخرى تحدثت عن احتمالية أن تكون السلالة الجديدة من فيروس كورونا قادرة على “تجاوز المناعة”، خاصة بين من مضى وقت طويل على حصولهم على الجرعة الأخيرة من اللقاح أو أصيبوا بمتحورات سابقة. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن سلالة “ستراتوس” شكلت حتى 22 يونيو نحو 22.7% من الحالات عالمياً، مما دفعها إلى تصنيفها ضمن قائمة “المتحورات تحت المراقبة”، مع التأكيد على أن الخطر العام لا يزال “منخفضًا”.

الطرق الموصى بها للوقاية من متحور كورونا

رغم الطمأنة النسبية من الهيئات الصحية، توصي المنظمات الطبية بضرورة اتباع وسائل الحماية الأساسية، خاصة مع دخول فصل الصيف وازدياد التفاعل الاجتماعي:

• الحصول على جرعات اللقاح المعززة، خاصة للفئات المعرضة للخطر (كبار السن، أصحاب الأمراض المزمنة).

• الحرص على التهوية الجيدة في الأماكن المغلقة والمزدحمة.

• الالتزام بآداب العطس والسعال (استخدام المناديل والتخلص منها فورًا).

• غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون أو استخدام معقم اليدين الكحولي.

• ارتداء الكمامة في الأماكن العامة عند الضرورة، خاصة عند الشعور بأي أعراض تنفسية.

• تجنب التواجد في التجمعات الكبيرة في حال ظهور أعراض نزلات البرد أو الحمى.

ويؤكد الأطباء أن مواجهة متحورات كورونا الجديدة لا تعتمد فقط على اللقاحات، بل على الوعي المجتمعي والسلوك الصحي، مشيرين إلى أن الإصابة بسلالة خفيفة لا تعني بالضرورة غياب المضاعفات، خاصة لدى كبار السن أو أصحاب المناعة الضعيفة.

تابع ايضًا..تحسين المناعة قد يطيل عمر الإنسان ويجنّبه الأمراض المزمنة