في ظل الأحداث المتوترة التي تشهدها سوريا وخاصة منطقة الساحل السوري، ألقى الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، كلمة مسجلة يوم الأحد، حذر فيها من “محاولات جر البلاد إلى حرب أهلية”، مؤكدًا أن سوريا “ستظل موحدة ولن نسمح بالعبث بالوحدة الوطنية أو السلم الأهلي”.
الشرع يوجه كلمة لشعب سوريا ويحذر من حرب أهلية
وأكد الشرع أن “النظام البائد خلف جراحًا عميقة”، داعيًا الشعب السوري إلى التمسك بالوحدة والقوة في مواجهة ما وصفه بـ”محاولات تقسيم البلاد”. وأضاف: “لن نتسامح مع فلول النظام، وليس أمامهم إلا تسليم أنفسهم”، مشددًا على أن “كل من تورط في دماء المدنيين وتجاوز صلاحيات الدولة سيحاسب”.
وفي خطاب حاد، وجه الشرع رسالة قوية إلى ما أسماهم “فلول النظام الساقط”، قائلًا: “إنكم بفعلكم الشنيع بقتل من يحمي سوريا قد اعتديتم على كل السوريين، وبهذا اقترفتم ذنبًا لا يُغتفر”. ودعاهم إلى تسليم أنفسهم وسلاحهم، مؤكدًا أن “الرد الذي لا صبر لكم عليه قد جاء”.
تشكيل لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي
في سياق متصل، أعلنت الرئاسة السورية، مساء الأحد، عن تشكيل “لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي”، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الوحدة الوطنية وحماية الأمن والاستقرار. وجاء في بيان صادر عن الرئاسة أن هذه اللجنة ستتولى مهمة التواصل المباشر مع أهالي الساحل السوري للاستماع إلى مطالبهم وتقديم الدعم اللازم لهم.
وأضاف البيان أن اللجنة ستسعى إلى “تعزيز الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة”، مؤكدًا أن تشكيلها يأتي “استنادًا للمصلحة الوطنية العليا والتزامًا بتحقيق السلم الأهلي بين مكونات الشعب السوري”.
لجنة تحقيق مستقلة لأحداث الساحل
كما أعلنت الرئاسة السورية عن تشكيل “لجنة وطنية مستقلة” للتحقيق في الأحداث التي وقعت في الساحل السوري بتاريخ 6 مارس 2025. وتتألف اللجنة من سبعة أعضاء، وتتولى مهمة الكشف عن الأسباب والظروف التي أدت إلى تلك الأحداث، بالإضافة إلى التحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون والمؤسسات ورجال الأمن والجيش.
وقال البيان الرئاسي: “من مهام اللجنة تحديد المسؤولين عن تلك الانتهاكات وإحالتهم إلى القضاء”، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي في إطار “تحقيق العدالة وضمان عدم الإفلات من العقاب”.
تحديات كبيرة ومرحلة حساسة
تُعَد هذه التصريحات والإجراءات جزءًا من الجهود الرامية إلى تثبيت الأمن والاستقرار في سوريا، التي تواجه تحديات كبيرة في مرحلة انتقالية حساسة. ويبدو أن السلطات الانتقالية تسعى إلى ترسيخ الوحدة الوطنية ومواجهة أي محاولات لزعزعة السلم الأهلي، في وقت لا تزال فيه آثار النظام السابق تفرض نفسها على المشهد السياسي والأمني.
مع استمرار الأحداث المتطورة في الساحل السوري، يبقى السؤال الأكبر: هل ستنجح هذه الإجراءات في تحقيق الاستقرار المنشود، أم أن البلاد ستواجه المزيد من التحديات في طريقها نحو المستقبل؟
اقرأ أيضًا:
9 دول تخزن الأسلحة النووية وسط مخاوف اندلاع الحرب العالمية الثالثة