إٍسرائيل.. في قلب تل أبيب، عند “ساحة المختطفين”، ارتفع علمٌ إسرائيلي ضخم تتناثر عليه وجوه رهائن لم يعودوا بعد. كانت الساعة تقترب من الظهيرة حين بدأت الحشود بالتوافد من كل صوب، بعضهم جاء بالحافلات، وآخرون على الأقدام، لكن الهدف واحد: “أعيدوا أبناءنا”.
صرخة الأمهات في الشوارع تشل إسرائيل
منذ ساعات الصباح الأولى، دخلت إسرائيل في حالة شلل جزئي. أكثر من 350 نقطة احتجاج انتشرت في أنحاء البلاد، أغلقت طرقًا مركزية، وأربكت حركة السير، ووجهت رسالة مباشرة للحكومة: “كفى حربًا… نريد صفقة”.
وراء هذه الاحتجاجات تقف عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، مدفوعةً بيأس يتزايد مع كل يوم، وأمل يتضاءل في ظل استمرار القتال. ومع تضاؤل الأمل، قررت العائلات أن لا تبقى صامتة، فدعت إلى إضراب واسع تحت شعار: “نغلق البلاد لإنقاذ الرهائن والجنود”.
إسرائيل تغلق على نفسها.. غضب عائلات الرهائن يفجّر الشوارع
الطرق السريعة 1، 4، و6 شُلّت، وتقاطعات رئيسية مثل رعنانا أُغلقت، فيما تحولت شوارع تل أبيب إلى منصة صاخبة للغضب الشعبي، والدموع، واللافتات التي تطالب بإنهاء الحرب والعودة إلى طاولة التفاوض.
لكن هذه الرسائل لم تُقابل بالترحاب في أروقة الحكومة. وزراء مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وصفوا الإضراب بأنه “خيانة وطنية” ودعم لحماس”، بينما اعتقلت الشرطة عشرات المتظاهرين ممن واصلوا الهتاف رغم التحذيرات.
في تلك الساحة، لم يكن الغضب وحده حاضرًا، بل الخوف أيضًا… الخوف من أن الوقت ينفد، ومن أن السياسة ستسبق الرحمة، ومن أن الرهائن سيبقون أرقامًا لا وجوهًا.