في خطوة أثارت دهشة الحاضرين وانتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، فرض مهرجان كان السينمائي لهذا العام قواعد لباس جديدة وصارمة، تمنع ما وصف بـ”الزي المكشوف جدا”، في محاولة للحفاظ على ما وصفته إدارة المهرجان بـ”اللياقة العامة”.
تشديد غير مسبوق على العري في مهرجان كان
ووفقًا لما كشفته صحيفة لو باريزيان الفرنسية، فإن الوثيقة الجديدة المكونة من 11 صفحة، والتي وزعت على المشاركين قبل أيام قليلة فقط من انطلاق فعاليات مهرجان كان، شددت على حظر العري، والملابس ذات الأقمشة الشفافة، أو الطويلة جداً بحيث تعيق حركة الضيوف، بالإضافة إلى الأزياء القصيرة أكثر من اللازم.
القواعد الجديدة لم تتوقف عند نوعية الملابس، بل شملت أيضًا منع حمل حقائب الظهر وحقائب اليد المصنوعة من القماش، وخاصة تلك المخصصة للتسوق أو الشاطئ، إلى جانب الحقائب كبيرة الحجم.
كما تم فرض ارتداء أحذية أنيقة للنساء، مع السماح بخيار الكعب أو بدونه، إلا أنه تم حظر الأحذية الرياضية تمامًا، في قرار رأى فيه البعض محاولة للحد من الظهور غير التقليدي على السجادة الحمراء.
قرارات مفاجئة تربك الضيوف
الإعلان عن هذه الإجراءات قبل أربعة أيام فقط من انطلاق المهرجان، تسبب بإرباك عدد من المشاركين، لا سيما أن الأزياء كانت قد أُعدّت مسبقًا. ونقلت الصحيفة الفرنسية عن أحد العاملين في مجال العلاقات العامة استغرابه من توقيت صدور التوجيهات، مشددًا على أنها تستهدف بشكل خاص المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، ممن دأبوا على ارتداء ملابس غريبة ولافتة، أكثر من كونها موجهة للممثلات والمشاهير.
وكانت النجمة هالي بيري، عضو لجنة التحكيم في المهرجان، واحدة من ضحايا هذه التعليمات، إذ اضطرت إلى التخلي عن فستان ذي ذيل طويل، احترامًا للقواعد الجديدة. وقالت بيري: “كان فستانًا رائعًا، لكن الذيل كان طويلًا جدًا. وبالطبع اتبعت القواعد وغيرته”.
جدل واسع بين مؤيد ومعارض
وقد تباينت ردود الفعل على هذه الخطوة، بين مؤيد رأى فيها ضرورة للحد من “المبالغة في العري”، مثل جوسي (57 عامًا)، التي قالت: “بعض النساء يظهرن شبه عاريات، وهذا فظ، من الجيد وضع حد لذلك”، وبين معارض اعتبرها تضييقًا غير مبرر على حرية التعبير والظهور، كما عبّر سيمون (31 عامًا) الذي قال: “أفهم منع السراويل القصيرة للرجال، لكن لا أستوعب منع النساء من ارتداء ما يردن”.
تحية لفلسطين على منصة كان
ورغم الجدل، لم يغب الشأن الإنساني عن فعاليات مهرجان كان، إذ شهد عرض الفيلم الوثائقي “ضع روحك على كفك وسر” للمخرجة الإيرانية سبيدة فارسي، تكريمًا للناشطة الفلسطينية فاطمة حسونة من غزة، التي استشهدت في غارة إسرائيلية قبل أيام من موعد زفافها.

الفيلم، الذي وصفته فارسي بأنه “ردة فعل فنية على المجازر بحق الفلسطينيين”، وثّق رحلة فاطمة في توثيق الغارات الجوية على غزة، وهدم منزلها، ومعاناتها مع التهجير والنزوح. وكانت من آخر كلماتها على فيسبوك:
“إذا متُّ، أريد موتًا صاخبًا. لا أريد أن أكون مجرد خبر عاجل أو رقم. أريد موتًا يسمعه العالم، وأثرًا يبقى عبر الزمن، وصورة خالدة لا تُمحى.”
اقرأ أيضًا:
افتتاح مهرجان كان السينمائي 2025.. لحظات استثنائية وأناقة لافتة