تصاعدت حدة التوتر بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط اتهامات من مسؤولين كبار في البيت الأبيض بأن نتنياهو “خرج عن السيطرة” ويتصرف “كمجنون وطفل”، في ظل استمرار الضربات الإسرائيلية على سوريا رغم الجهود الأميركية لتحقيق الاستقرار.
غضب أميركي من التصعيد الإسرائيلي
كشف موقع “أكسيوس” نقلاً عن ستة مسؤولين أميركيين، أن البيت الأبيض يشعر بقلق متزايد إزاء سلوك نتنياهو، معتبرين أنه يهدد مساعي واشنطن لترسيخ وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في سوريا بوساطة أميركية، الجمعة الماضية.

وقال أحد المسؤولين: “بيبي (نتنياهو) يقصف كل شيء طوال الوقت. تصرف كمجنون، وهذا يقوض ما يحاول ترامب تحقيقه.”
قصف سوريا… وامتعاض ترامب
وفقًا للموقع، فوجئ الرئيس ترامب شخصيًا بالضربات الإسرائيلية على سوريا، التي جاءت في وقت تعمل فيه واشنطن على مبادرة ضخمة لإعادة إعمار البلاد. وأكد مسؤول أميركي أن الرئيس “لا يحب أن يشاهد على التلفاز قصف دولة يسعى لتحقيق السلام فيها.”
وأشار التقرير إلى أن وزير الخارجية مارك روبيو تدخل لوقف القصف، حيث وافق نتنياهو مقابل انسحاب الجيش السوري من السويداء.
شكاوى مباشرة لترامب
أوضح “أكسيوس” أن كبار المسؤولين في البيت الأبيض، بينهم المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس براك والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، قدموا شكاوى مباشرة إلى ترامب بشأن تصرفات نتنياهو، محذرين من أن سياساته الإقليمية مدفوعة باعتبارات سياسية داخلية وضغوط من الأقلية الدرزية في إسرائيل.
وقال مسؤول أميركي: “أجندة بيبي السياسية تغلب عليه، وسيكون ذلك خطأ كبيرًا على المدى الطويل.”
اقرأ أيضًا:
انتشار القوات السورية في السويداء لبدء تنفيذ وقف إطلاق النار.. اتفاق من 3 مراحل لإعادة الاستقرار
الموقف الإسرائيلي: التزام تجاه الدروز
من الجانب الإسرائيلي، أعرب مسؤولون رفيعو المستوى عن دهشتهم من رد الفعل الأميركي، مشيرين إلى أن ترامب نفسه كان قد شجع نتنياهو سابقًا على السيطرة على أجزاء من سوريا.
وأكد مسؤول إسرائيلي أن التدخل العسكري جاء بعد معلومات استخباراتية عن هجمات حكومية سورية ضد الدروز، نافيًا وجود دوافع سياسية داخلية، وأضاف: “هذا التزامنا تجاه مجتمع الدروز في إسرائيل.”

رهانات نتنياهو المتكررة على دعم ترامب
أشار “أكسيوس” إلى أن نتنياهو اعتاد الرهان على دعم ترامب في ملفات حساسة، بدءًا من قصف إيران وصولاً إلى استمرار الحرب في غزة رغم رغبة واشنطن في إنهائها. وفي الملف السوري، واصل نهجه بالتصعيد، معتقدًا أن ذلك لن يزعزع علاقته بالرئيس الأميركي.
غير أن مسؤولين أميركيين حذروا: “صبر ترامب وحظ نتنياهو يوشكان على النفاد.”
مع استمرار التوتر بين تل أبيب وواشنطن، يواجه نتنياهو اختبارًا حقيقيًا في الحفاظ على دعم البيت الأبيض، إذ يبدو أن مغامراته الإقليمية قد بدأت تُقوِّض علاقته بأقرب حلفائه، وسط تحذيرات متزايدة من أن سياساته قد تترك إسرائيل وسوريا على حافة مزيد من الفوضى.