في زوايا المطبخ المصري الشعبي، يبقى طاجن الكوارع أحد الأطباق التي ترتبط بالدفء، والمذاق الغني، والتقاليد الراسخة في قلوب العائلات. يُعتبر هذا الطاجن من أشهر الأكلات وأكثرها طلبًا في المطاعم المتخصصة في الأكل الشعبي المصري، لما يتمتع به من قيمة غذائية عالية وطابع تراثي أصيل.

وبين الحرفية والمذاق، نقدّم إليكم في هذا التقرير خطوات إعداد طاجن الكوارع على الطريقة المصرية التقليدية، كما تُحضر في البيوت والمطاعم.
المكونات الأساسية لطاجن الكوارع
كوارع (أرجل عجل أو خروف) مقطعة ومنظفة جيدًا
بصل مفروم
ثوم مهروس
عصير طماطم طبيعي
فلفل حار وألوان حسب الرغبة
سمن بلدي أو زبدة
ملح وفلفل أسود
بهارات لحمة، حبهان، ورق لورا، قرفة، ومستكة
حبة من الطماطم والبصل الكامل للتسوية الأولية
معلقة خل أو عصير ليمون (اختياري)
خطوات التحضير
التنظيف والتحضير
يتم نقع الكوارع في ماء وخل وليمون لفترة، ثم تُغسل جيدًا بالماء الساخن لإزالة أي رواسب أو روائح غير مرغوب فيها.
السلق
في حلة على النار، توضع الكوارع مع بصلة كاملة، حبهان، مستكة، ورق لورا وقرفة، وتُسلق لمدة ساعتين تقريبًا أو حتى النضج الجزئي، مع مراعاة إزالة الريم الذي يظهر على الوجه.
تحضير الصوص (الصلصة)
في مقلاة، يُشوح البصل والثوم في السمن البلدي حتى يذبلا، ثم يُضاف الفلفل والطماطم والبهارات وتُترك لتتسبك جيدًا حتى تتكثف النكهة.
التجميع في الطاجن
تُصفى الكوارع وتُضاف إلى الطاجن الفخاري، ثم تُغمر بالصلصة المتسبكة، ويمكن إضافة قليل من مرقة السلق للحصول على قوام أغنى.
الخبز في الفرن
يدخل الطاجن فرنًا ساخنًا على درجة حرارة 180-200 مئوية، لمدة 30–40 دقيقة، حتى يتحمر الوجه ويغلي الطاجن بهدوء، ما يمنحه الطابع “المدهون” الشهير.
ورغم ارتباط الطاجن بالتراث الشعبي، فقد بدأت مطاعم حديثة في تقديمه بطرق مبتكرة، مثل إضافة الجبن الموتزاريلا أو خبزه داخل عجينة مغلقة، إلا أن النكهة الأصلية تبقى الأقرب لقلب محبّي الكوارع.
اقرأ أيضًا
طريقة عمل الكشك المصري.. خطوة بخطوة
فوائد غذائية
يشتهر طاجن الكوارع بكونه غنيًا بالجيلاتين والكولاجين، ما يجعله مفيدًا للعظام والمفاصل، كما يعد مصدرًا جيدًا للطاقة، لكنه يحتوي على نسب مرتفعة من الدهون، ما يتطلب الاعتدال في تناوله، خاصة لمن يعانون من مشاكل صحية مزمنة.
طاجن الكوارع.. أكثر من وجبة
لا يقتصر طاجن الكوارع على كونه وجبة شهية فحسب، بل يعتبر تجسيدًا للموروث الغذائي الشعبي المصري، وحضورًا دائمًا على موائد المناسبات، خصوصًا في الأعياد، والليالي الشتوية الباردة، وحتى في “العزومات” التي تُقام من أجل لمّ شمل العائلة.