أعلنت حركة طالبان، يوم السبت، أنها توصلت إلى اتفاق مع مبعوثين أميركيين بشأن إجراء عملية تبادل للأسرى، في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشراً جديداً على سعي الجانبين لإعادة فتح قنوات الحوار وتطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وأفغانستان بعد سنوات من التوتر.
تفاصيل اللقاء بين طالبان والمبعوثين الأميركيين
نشرت الحركة صوراً من المحادثات، ظهر فيها وزير الخارجية في حكومة طالبان أمير خان متقي إلى جانب آدم بويلر، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لشؤون الرهائن، إضافة إلى مبعوث أميركي آخر وعدد من المسؤولين.

وأوضحت الحركة في بيانها أن بويلر أكد الاتفاق على “تنفيذ عملية تبادل للمعتقلين”، من دون الكشف عن تفاصيل تتعلق بعدد الأسرى أو هوياتهم أو أسباب احتجازهم، وهو ما يترك الباب مفتوحاً أمام تكهنات حول طبيعة الاتفاق ومدى شموليته.
إفراج سابق عن رهائن أميركيين
الاتفاق الجديد يأتي بعد أشهر من إفراج طالبان، في مارس الماضي، عن المواطن الأميركي جورج جليزمان الذي كان قد اختطف خلال جولة سياحية في أفغانستان.
وكان جليزمان ثالث رهينة أميركي تطلق الحركة سراحه منذ تولي ترامب الرئاسة، ما أشار آنذاك إلى وجود تفاهمات غير معلنة بين واشنطن وطالبان بشأن ملفات إنسانية وسياسية.

اللقاء بين الطرفين جاء أيضاً في أعقاب انتقادات حادة وجهتها طالبان لإدارة الرئيس ترامب، بعد قراره الجديد بحظر دخول المواطنين الأفغان إلى الأراضي الأميركية، وهو ما اعتبرته الحركة “خطوة معرقلة” لمساعي بناء الثقة بين الجانبين.
اقرأ أيضًا:
من طالب متفوق لمتهم بالقتل.. القصة الكاملة لتحولات تايلر روبنسون واغتيال تشارلي كيرك
محاور المحادثات.. من القضايا الإنسانية إلى الاستثمار
بحسب البيان الصادر عن طالبان، فقد تناولت المحادثات قضايا متعددة:
بحث تطوير العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وأفغانستان.
مناقشة أوضاع المواطنين المحتجزين لدى الجانبين.
استعراض فرص الاستثمار في أفغانستان وإمكانيات انخراط الشركات الأميركية.
تقديم الوفد الأميركي تعازيه في ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب شرق البلاد أواخر الشهر الماضي.

دلالات الاتفاق
يرى محللون أن إعلان طالبان عن التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى يحمل عدة رسائل:
محاولة الحركة إظهار نفسها كقوة سياسية مسؤولة تسعى لعلاقات متوازنة مع الغرب.
رغبة واشنطن في حماية مواطنيها المحتجزين والانخراط في حوار عملي مع الحركة.
فتح الباب أمام ملفات اقتصادية واستثمارية قد تكون مدخلاً لإعادة دمج أفغانستان في النظام الدولي.
يمثل الاتفاق بين طالبان والمبعوثين الأميركيين بشأن تبادل الأسرى خطوة جديدة في مسار طويل ومعقد من العلاقات بين الطرفين، حيث تختلط القضايا الإنسانية بالاعتبارات السياسية والاقتصادية. ومع غياب التفاصيل الدقيقة حول الصفقة، تبقى التساؤلات مفتوحة حول ما إذا كان هذا التفاهم سيؤسس لمرحلة جديدة من التقارب الأميركي – الأفغاني، أم سيظل مجرد خطوة تكتيكية محدودة الأثر.