كشف أخصائي العلاج الطبيعي التنفسي الذي رافق نجم ليفربول ديوجو جوتا في أيامه الأخيرة، عن تفاصيل مؤثرة حول الساعات التي سبقت الحادث المأساوي الذي أودى بحياة اللاعب وشقيقه الأصغر أندريه.
وأكد الطبيب أن اللاعب لم يكن في حالة احتفال كما أشيع، بل كان ملتزمًا بشكل كامل ببرنامجه العلاجي ومتحمسًا للعودة إلى الملاعب.

طبيب “ديوجو جوتا” يكشف عن اللحظات الأخيرة بحياته
وأوضح غونسالفيس، الذي يعمل في مستشفى ساو جواو في بورتو، أنه كان يتابع الحالة الصحية لجوتا عن كثب بعد تعرضه لمشكلة صحية تُعرف باسم “استرواح الصدر” أو انهيار الرئة.
مشيرًا إلى أن اللاعب أبدى شجاعة كبيرة في مواجهة المرض، وقرر تأجيل العملية الجراحية التي كان من المقرر إجراؤها في مايو إلى ما بعد مشاركته مع منتخب البرتغال في دوري الأمم الأوروبية، حيث أسهم في الفوز على إسبانيا.
وبحسب المعالج، فقد التقى بجوتا للمرة الأخيرة وقت العشاء مساء الأربعاء، أي قبل ساعات فقط من الحادث، وقال: “كان ديوغو في حالة نفسية رائعة، واثقًا من تعافيه ومتحمسًا للموسم المقبل. ودّعته هو وشقيقه أندريه حوالي الساعة 8:30 مساءً، وكانا يخططان للسفر ليلًا نظرًا لبرودة الطقس”.
ديوجو جوتا لم يحتفل قبل الحادث الأليم
نفى غونسالفيس بشكل قاطع الأنباء التي تحدثت عن احتفال جوتا قبل الحادث، مضيفًا: “قرأت وشاهدت بعض الأخبار المؤسفة على الإنترنت ووسائل الإعلام. للتوضيح، لم يكونا يحتفلان، ولم يكونا في مزاج احتفالي من الأصل، ولم يكن هناك أي أمر يستدعي الإصلاح بينهما”.
وقعت المأساة عندما كان اللاعب وشقيقه يقودان سيارتهما لامبورغيني هوراكان الخضراء اللامعة، والتي تبلغ قيمتها 180 ألف جنيه إسترليني، عبر شمال إسبانيا، في طريقهما إلى ميناء سانتاندير استعدادًا لركوب عبارة إلى إنجلترا، بعدما نصحه الأطباء بعدم السفر جوًا لتفادي المضاعفات التي قد تنتج عن الضغط الجوي بعد العملية.
وأفادت التقارير أن إطار السيارة انفجر أثناء محاولة التجاوز على الطريق السريع A-52 في بلدية سيرناديلا، بالقرب من زامورا، وعلى بُعد عشرة أميال فقط من الحدود البرتغالية، ما أدى إلى انحراف السيارة واصطدامها، ثم اشتعال النيران فيها، مما تسبب في وفاة الأخوين على الفور بحسب تأكيدات الحرس المدني الإسباني.
وبحسب غونسالفيس، فإن جوتا كان يُدرك خطورة وضعه الصحي، وكان يحرص على اتخاذ قرارات مدروسة.
وأضاف: “كان من المفترض أن يقضيا ليلتهما في فندق بمنطقة بورغوس قبل متابعة الرحلة إلى سانتاندير، حيث كانا سيصعدان على متن عبارة إلى بليموث، على أن تصلهما السفينة صباح الجمعة. أما العائلة فكانت ستلتحق لاحقًا عبر الطيران”.
وتابع: “لقد التزم ديوغو بشكل كامل بالخطة العلاجية. كانت قاعدة رئته اليمنى قد تعرضت لانهيار جزئي، لكنه خضع لعلاج طبيعي مكثف وتحسنت حالته إلى حد كبير.
وعندما غادرته يوم الأربعاء، لم يكن يشعر بأي ألم وكان متحمسًا للعودة إلى التدريب، مع العلم أنه قرر عدم المشاركة في جولة ليفربول التحضيرية في اليابان، حفاظًا على تعافيه الكامل”.
تفاصيل حادث ديوجو جوتا المأساوي
الحادث وقع في حوالي الساعة 12:35 بعد منتصف الليل، وأفادت غرفة عمليات الطوارئ في كاستيا وليون بأنها تلقت بلاغات عن انحراف سيارة واشتعالها عند الكيلومتر 65 من الطريق السريع A-52. وتم إرسال فرق الإسعاف والإطفاء التي أكدت وفاة الشخصين في موقع الحادث.
أثار الحادث صدمة كبيرة في الأوساط الكروية. فقد عبّر نادي ليفربول عن حزنه العميق، وقال في بيان رسمي: “يشعر نادي ليفربول لكرة القدم بصدمة وحزن بالغين إثر وفاة ديوغو جوتا المأساوية.
قلوبنا مع عائلته وأصدقائه وجميع من عرفوه وأحبوه”. كما وُضعت باقات الزهور ورسائل التعزية أمام ملعب أنفيلد من قبل جماهير النادي، الذين عبّر كثير منهم عن حزنهم الشديد بالبكاء والصدمة.
وأصدر الاتحاد البرتغالي لكرة القدم بيانًا أكد فيه وفاة جوتا وشقيقه، ونعى فيه اللاعب قائلًا: “لم يكن فقط لاعبًا متميزًا، بل كان إنسانًا رائعًا يحظى باحترام زملائه وخصومه على حد سواء”.
كذلك عبّر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن حزنه، وكتب على إنستغرام: “هذا غير منطقي… كنا معًا في المنتخب الوطني للتو، وتزوجت للتو… إلى عائلتك وزوجتك وأطفالك، أقدم أحر التعازي وأتمنى لهم القوة لتجاوز هذه المأساة. ارقد بسلام يا ديوغو وأندريه. سنفتقدكما جميعًا”.
جوتا، البالغ من العمر 28 عامًا، كان قد تزوج من شريكة حياته روت كاردوسو، البالغة من العمر 28 عامًا أيضًا، في 22 يونيو بمدينة بورتو.
وكانا معًا منذ أن كان في السادسة عشرة من عمره، ولديهما ثلاثة أطفال.
وكتب في آخر منشور له على إنستغرام بعد ظهر الأربعاء: “أنا أسعد رجل في العالم”، وأرفق صورًا من حفل زفافهما، بينما كتبت روت: “لقد تحقق حلمي”.
حادث مأساوي يهزّ عالم كرة القدم.. مصرع ديوغو جوتا وشقيقه في إسبانيا
تفاصيل عن حياة اللاعب الراحل
ولد ديوغو باسم ديوغو سيلفا، لكنه اختار تغيير اسمه إلى “جوتا” لتمييز نفسه عن غيره من اللاعبين الذين يحملون الاسم نفسه، بينما احتفظ شقيقه أندريه بلقب العائلة الأصلي. كان الشقيقان هما الطفلان الوحيدين لوالديهما، جواكيم وإيزابيل سيلفا.
وكان جوتا قد شارك مع ليفربول في موسم 2024/2025 من الدوري الإنجليزي الممتاز، وسجل ستة أهداف في 26 مباراة، كما أسهم في تتويج منتخب بلاده بلقب دوري الأمم الأوروبية الشهر الماضي بعد الفوز على إسبانيا بركلات الترجيح.
شقيقه أندريه كان أيضًا لاعب كرة قدم، وسبق له اللعب مع نادي بينافيل في دوري الدرجة الثانية البرتغالي.
ومن المقرر أن تُقام مراسم العزاء في ساو كوزمي يوم الجمعة الساعة الثالثة عصرًا، فيما ستُشيّع الجنازة صباح السبت الساعة العاشرة في كنيسة ماتريز دي غوندومار، التي تبعد حوالي نصف ساعة عن مدينة بورتو، حيث نشأ وتزوج جوتا قبل أقل من أسبوعين من الحادث.