أم علي ليست مجرد “طبق حلوى” يُزين الموائد المصرية في المناسبات والأعياد، بل قطعة من التراث الشعبي التي تحمل في طياتها مزيجًا من التاريخ والطعم الأصيل. “أم علي” واحدة من أشهر الحلويات الشرقية التي ارتبطت بالكرم والمناسبات السعيدة، فلا تخلو منها عزومة كبيرة أو مائدة في الشتاء الدافئ.

من المطبخ السلطاني إلى كل بيت
ترجع أصول “أم علي” إلى العصر المملوكي، حين ارتبط اسمها بزوجة السلطان أيبك، والتي أمرت بإعداد هذا الطبق وتوزيعه على الناس احتفالًا بانتصار سياسي. ومن يومها تحوّل الطبق إلى جزء من الموروث الغذائي الذي عبر القرون ليستقر في مطابخ البيوت المصرية والعربية.
اقرأ أيضًا
الفتوش اللبناني.. سلطة شامية تنبض بالنكهة والتراث
طريقة التحضير: بساطة المكونات وعظمة النكهة
ما يميز “أم علي” هو سهولة إعدادها مقارنةً بمذاقها الغني.
-
المكونات الأساسية:
-
نصف كيلو جلاش أو رقائق معجنات.
-
لتر حليب ساخن.
-
كوب سكر.
-
زبيب، جوز هند، مكسرات متنوعة (فول سوداني، لوز، عين جمل).
-
قشطة أو كريمة للوجه.
-
-
خطوات التحضير:
-
يُقطع الجلاش إلى قطع صغيرة ويُحمص في الفرن حتى يكتسب لونًا ذهبيًا.
-
يُرص في صينية عميقة مع الزبيب وجوز الهند والمكسرات.
-
يُضاف الحليب الساخن المُذاب فيه السكر فوق الخليط حتى يتشرب.
-
تُوزع القشطة أو الكريمة على الوجه.
-
تدخل الصينية الفرن حتى يحمر الوجه وتقدم ساخنة.
-
طبق أم علي يجمع العائلة
يرى كثيرون أن سر استمرار شعبية “أم علي” لا يعود فقط لطعمها المميز، بل لأنها طبق جماعي بامتياز؛ يوضع في منتصف المائدة ويجتمع حوله الأهل والأصدقاء. كما أن مرونتها في الإضافات (إكثار المكسرات أو الاكتفاء بالأساسيات) جعلتها في متناول الجميع، من البسطاء وحتى المطاعم الفاخرة.
رمز للكرم والبهجة
تظل “أم علي” أكثر من مجرد وصفة، فهي رمز لثقافة الكرم المصرية التي تتجلى في الأكلات الشعبية.
فكلما ارتبطت العزومات والمناسبات الاجتماعية، كان لـ”أم علي” مكان ثابت كرسالة دفء وبهجة.