يُعد الفطير المشلتت واحدًا من أقدم وأشهر الأطباق في المطبخ المصري، إذ يرجع تاريخه إلى العصور الفرعونية، حيث كان يُقدم للآلهة في المعابد كقربان، قبل أن يتحول مع مرور الزمن إلى رمز للضيافة والكرم في الريف المصري.

ويحرص المصريون على تقديم الفطير المشلتت في المناسبات والأعياد والزيارات العائلية، ويُقدَّم غالبًا مع العسل الأبيض والقشطة أو الجبن البلدي، وفي بعض المناطق يُحشى بالعجوة أو المكسرات ليصبح حلوى كاملة المذاق.
مكونات بسيطة.. وسرّها في العجن والراحة
رغم فخامته في الشكل والطعم، فإن الفطير المشلتت لا يحتاج إلى مكونات معقدة، بل يعتمد على عناصر بسيطة متوفرة في كل بيت مصري:
-
دقيق أبيض فاخر (3 أكواب)
-
ماء دافئ للعجن
-
رشة ملح
-
سمن بلدي أو زبدة للفرد بين الطبقات
وتكمن أسرار نجاح الفطير في العجن الجيد وترك العجين ليرتاح حتى يصبح مرنًا وسهل الفرد، ثم في التعامل برفق مع الطبقات أثناء التشكيل حتى يحتفظ بقوامه الهش عند الخَبز.
خطوات التحضير
تبدأ السيدة الريفية بوضع الدقيق والملح في وعاء عميق، وتضيف الماء تدريجيًا حتى تتكون عجينة طرية لا تلتصق باليدين.
تُقسَّم العجينة إلى كرات صغيرة، تُترك لترتاح نصف ساعة، ثم تُفرد كل كرة على سطح مدهون بالسمن حتى تصبح شفافة تقريبًا.
بعدها تُطوى الأطراف إلى الداخل على شكل مربع، مع دهن كل طبقة بالسمن البلدي لتكوين طبقات متعددة، ثم تُترك قليلًا قبل الخَبز في فرن ساخن على درجة حرارة مرتفعة، حتى تكتسب لونًا ذهبيًا لامعًا وتفوح رائحة السمن في المكان.
اقرا أيضًا
الشرع في موسكو.. زيارة تفتح فصلًا جديدًا في العلاقات السورية الروسية
الفطير المشلتت.. سفير المطبخ المصري عالميًا
لم يَعُد الفطير المشلتت مجرد أكلة شعبية، بل أصبح رمزًا للتراث المصري يُقدَّم للسياح في القرى والمطاعم الريفية الفاخرة.
وقد شاركت مصر في أكثر من فعالية دولية للمأكولات التراثية بالفطير المشلتت، باعتباره “خبزًا مصريًا مميزًا” يرمز للكرم والأصالة.
وتُشير دراسات وزارة السياحة إلى أن كثيرًا من الزوار الأجانب يعتبرون تجربة تناول الفطير المشلتت جزءًا لا يُنسى من رحلتهم في مصر، خصوصًا عندما يُقدَّم مع العسل الأسود أو الجبن القريش في أجواء الريف المصري.
طقوس العائلة المصرية مع الفطير
لا يقتصر الأمر على الطهي فقط، بل يُعتبر إعداد الفطير المشلتت مناسبة اجتماعية تشارك فيها نساء العائلة في القرى، حيث تُفرد العجين وتُدهن الطبقات بالسمن وسط الضحكات والأحاديث.
وفي بعض المحافظات، يُرسل الفطير إلى الجيران والأقارب كنوع من الود والمشاركة، ليبقى “الفطير المشلتت” شاهدًا على دفء البيوت المصرية وكرمها الذي لا يتغير.
